ذكر إدغام المتقاربين
اعلم : أنّ التقارب بين الحرفين يكون فى المخرج ، أو فى الصّفة ، أو فى مجموعهما ، فلا بدّ من ذكر الحروف ومخارجها وصفاتها.
فحروف المعجم ، الأصول : تسعة وعشرون حرفا ، أوّلها الألف وآخرها الياء على المشهور من ترتيب حروف المعجم.
وقد تبلغ خمسة وثلاثين بفروع حسنة تلحقها ، يؤخذ بها فى القرآن وفصيح الكلام ، وهى : النون الخفيفة ، وأعنى بذلك : السّاكنة ، إذا وقع بعدها حرف من الحروف التى تخفى معها (١) ، والشين التى كالجيم ؛ نحو : أجدق فى أشدق ، والصّاد التى كالزّاى ؛ نحو : «مزدر» فى مصدر ، والهمزة المخفّفة ، وهى المجعولة بينها وبين الحرف الذى منه حركتها ، وذلك جائز فى كلّ همزة متحرّكة تكون بعد ألف ، أو بعد حركة (٢) ما لم تكن مفتوحة مكسورا ما قبلها ، فتبدل ياء (٣) ، أو مضموما فتبدل واوا (٤).
وألف التّفخيم (٥) ، وألف الإمالة ، وهى كلّ ألف ينحى بها نحو الياء ، وبالفتحة التى قبلها نحو الكسرة.
ولا تفعل ذلك بها إلا إذا كان قبلها كسرة بحرف ؛ نحو : «عماد» ، أو بحرفين ، أوّلهما ساكن ؛ نحو : «شملال» ، أو بحرفين متحرّكين إذا كان أحدهما الهاء ، ولم تفصل بين الكسرة والألف ضمّة ؛ نحو : لن يضربها ، فإن فصل
__________________
(١) م : وقولى : «وأعنى بذلك الساكنة إذا وقع بعدها حرف من الحروف التى تخفى معها» مثال ذلك «منكم» و «إنفاق» وسنبين سائر الحروف التى تخفى معها. أه.
(٢) م : وقولى : «وذلك جائز فى كل همزة متحركة تكون بعد ألف أو بعد حركة» مثال ذلك : شاء وشأى. أه.
(٣) م : وقولى : «ما لم تكن مفتوحة مكسورا ما قبلها فتبدل ياء» مثال ذلك قولك : بير فى بئر. أه.
(٤) م : وقولى : «أو مضموما فتبدل واوا» مثال ذلك قولك : سوله فى سوله. أه.
(٥) م : وقولى : «والف التفخيم» أعنى بذلك : كل ألف ينحى به نحو الواو ، مثال ذلك : الصلاة. أه.