ذكر حروف اللّسان / فى الإدغام
فأولها ممّا يلى الحلق كما تقدّم :
الكاف والقاف ، وكلّ واحد منهما يدغم فى صاحبه ؛ فتقول : «الحق كّلدة» و «انهك قّطنا».
وإن شئت بيّنت ، إلّا أنّ البيان فى : انهك قطنا ، وأمثاله ـ أحسن من الإدغام ، ولا يجوز إدغام القاف والكاف فى غيرهما ، ولا إدغام غيرهما فيهما.
ثم الجيم والشين والياء :
أما الجيم : فإنها تدغم فى الشين خاصة ، فتقول : «أخرج شّيئا» ، ويجوز البيان ، وكلاهما حسن.
وتدغم فيها ستّة أحرف : الطاء ، والدال ، والتاء ، والظاء ، والذال ، والثاء ؛ نحو : «لم يربط جّملا» ، و «قد جعل» ، [و] (وَجَبَتْ جُنُوبُها ...) [الحج : ٣٦] ، و «احفظ جّابرا» و «انبذ جّعفرا» ، و «ابعث جّامعا».
والبيان فى جميع ذلك أحسن ، وإذا أدغمت الطاء والظاء فى الجيم ، فالأحسن أن تبقى الإطباق ، ويجوز إذهابه.
وأمّا الشين : فإنّها لا تدغم فى شىء ، وتدغم فيها الجيم ؛ كما تقدم. والطاء والظاء والذال والتاء والدّال والثّاء واللام ؛ نحو قولك : لم يربط شبثا ، وقد شّاء ، وأنبتت شثّا ، واحفظ شّيئا ، وانبذ شّرابا ، وابعث شّافعا ، واجعل شّيئا ، والبيان فى جميع ذلك عربىّ جيّد.
وأمّا الياء : فلا تدغم إلا فى الواو خاصة بشرط أن يكونا فى كلمة واحدة (١) على ما نبيّن بعده ، ولا يدغم فيها إلا النون ؛ نحو : (مَنْ يُؤْمِنُ) [التوبة : ٩٩].
ثم الضاد ، ولا تدغم إلا فى الطاء ، إذا كانت معها فى كلمة واحدة ؛ نحو ما حكى من قولهم : مطّجع فى : مضطجع ، ولا يقاس عليه ، وتدغم فيها الطاء والدال والتاء
__________________
(١) م : باب أحكام المتقاربات فى الإدغام قولى : «وأما الياء فلا تدغم إلا فى الواو خاصّة ؛ بشرط أن يكونا فى كلمة واحدة» مثال ذلك : سيّد ، الأصل : سيود لأنه من ساد يسود انقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء. أه.