ثم الصاد والسين والزاى ، كلّ واحدة تدغم فى الأخرى ، وسواء كان الأوّل متحركا أو ساكنا ، والإدغام أحسن من البيان ، إلا أن الإدغام إذا كان الأول ساكنا أحسن منه إذا كان متحرّكا ؛ نحو قولك : «لم يحبس صّابر» ، و «حبس صابر» ، و «لم يحبس زّيد» ، و «حبس زيد» ، و «لم يوجز سّلمة» ، و «أوجز سلمة» ، و «لم يوجز صّابر» ، و «أوجز صابر» ، و «لم يفحص زّردة» و «فحص زردة» و «لم يفحص سّالم» ، و «فحص سالم».
وإذا أدغمت الصاد فى الزاى والسين ، فالأحسن أن تبقى إطباقها ، ويجوز إسقاطه وإسقاطه مع السين أحسن منه مع الزاى وتدغم فيها من غيرها اللام ، وقد تقدّم ذلك فى فصلها ، والطاء والدّال والتاء والظاء والذال والثاء ، وقد تقدّم ذلك فى فصل الطاء وأخواتها.
ثم الفاء ولا تدغم فى شىء وتدغم فيها الباء ؛ تقول : «اذهب فى ذلك».
ثم الباء ، وهى تدغم فى الفاء كما ذكرنا ، وفى الميم ؛ نحو : «اصحب مّطرا» ، ولا يدغم فيها شىء.
ثم الميم ولا تدغم فى شىء ، وتدغم فيها النون والباء ، وقد تقدّم ذلك.
ثم الواو وهى تدغم فى الياء (١) خاصّة بشرط أن تكون معها فى كلمة واحدة على ما نبيّن ، وتدغم فيها النون والياء ، وقد تقدّم ذكره.
واعلم : أنّه لا يدغم أحد المتقاربين فى الآخر فى جميع ما تقدّم ذكره إلا بشرط أن يكون الثانى منهما متحرّكا ، فإن كان ساكنا لم يجز إلا الإظهار ؛ نحو قولك : «قد اتعظ زيد» ، و «من القوم»
وقد شذّت العرب ، فحذفت النون من «بنى» إذا اجتمعت مع لام التعريف فى
__________________
ومثال إدغام الذال فى الضاد وأخواتها : إذ ضرب ، وإذ جعل ، وإذ شرب ، وإذ صبر ، وإذ سمع ، وإذ زال.
مثال إدغام الثاء فى الضاد وأخواتها : ابعث ضابئا ، وابعث جابرا ، وابعث شفيعا ، وابعث صابرا ، وابعث زيدا ، وابعث سلمة. أه.
(١) م : وقولى : «ثم الواو ، وهى لا تدغم إلا فى الياء» مثال ذلك : طىّ ، والأصل : طوى ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء ؛ على ما نبين بعد ، إن شاء الله تعالى. أه.