باب التقاء السّاكنين من كلمتين
إذا التقى الساكنان من كلمتين ، فإن كان الأوّل منهما صحيحا ، حذفته إن كان النون الخفيفة اللاحقة للأفعال ؛ نحو قوله [من الخفيف] :
٢٥١ ـ لا تهين الفقير علّك أن تر |
|
كع يوما والدّهر قد رفعه (١) |
أى : لا تهنن.
وكذلك تحذفه إن كان التنوين (٢) ، وكان الساكن الثانى الباء من «ابن» الواقع صفة بين علمين أو ما جرى مجراهما فى الشّهرة ، أو بين متّفقى اللفظ ، وإن لم يكونا علمين ولا جاريين مجراهما ، وإنما حذفته ؛ لكثرة الاستعمال مع التقاء الساكنين ؛ ولذلك تقول : هند بنت فلان ، فتثبت التنوين فى : هند ، على لغة من صرف ، ومن العرب من يحذف لمجرّد كثرة الاستعمال ، ومن لغته ذلك يحذف التنوين من هند ، وإن كانت لغته الصّرف ، فأمّا قوله [من الرجز] :
__________________
(١) البيت : للأضبط بن قريع.
لا تهين الفقير : الإهانة : الإيقاع في الهون بالضم ، والهوان بالفتح ، وهما بمعنى الذلّ والحقارة. و (علّ) بفتح اللام وكسرها : لغة في لعلّ ، وهي هنا بمعنى عسى.
والشاهد فيه قوله : «لا تهين الفقير» حيث حذف نون التوكيد الخفيفة ، والأصل «لا تهينن الفقير» لالتقاء الساكنين ، وبقيت الفتحة دليلا عليها.
ينظر : الأغاني ١٨ / ٦٨ ، والحماسة الشجرية ١ / ٤٧٤ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٥٠ ، ٤٥٢ ، والدرر ٢ / ١٦٤ ، ٥ / ١٧٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٥١ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٦٠ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٥٣ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٩٠ ، والمعاني الكبير ص ٤٩٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٣٤ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٢٢١ ، وأوضح المسالك ٤ / ١١١ ، وجواهر الأدب ص ٥٧ ، ١٤٦ ، ورصف المباني ص ٢٤٩ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٠٤ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٣٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٥٠ ، وشرح المفصل ٩ / ٤٣ ، ٤٤ ، ولسان العرب (قنس) (ركع) ، (هون) ، واللمع ص ٢٧٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٥٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٧٩.
(٢) م : باب التقاء الساكنين
قولى : «وكذلك تحذفه إن كان التنوين ...» إلى آخره مثال ذلك : هذا زيد بن عمرو ، وهذا أبو بكر بن عمرو ، وهذا زيد بن بكر. أه.