باب التّثنية وجمع السّلامة
التثنية ضمّ اسم نكرة إلى مثله بشرط اتفاق اللفظين والمعنيين ، أو المعنى الموجب للتّسمية ، فإذا اختلف الاسمان فى اللفظ ، لم يثنيا إلا أن يغلّب أحدهما على الآخر ، فيتفقا ؛ وذلك موقوف على السّماع ؛ نحو : العمرين فى : أبى بكر وعمر (١) ، رضى الله عنهما ، والقمرين فى : الشّمس والقمر ، والعجّاجين فى رؤبة (٢) والعجّاج (٣) ، والزّهدمين (٤) فى : زهدم ، وكردم ، ابنى عبس.
__________________
(١) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى العدوي ، أبو حفص ، المدني ، أحد فقهاء الصحابة ، ثاني الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأول من سمّى أمير المؤمنين ، له خمسمائة وتسعة وثلاثون حديثا. شهد بدرا ، والمشاهد إلا تبوك ، وولى أمر الأمة بعد أبي بكر ، فتح في أيامه عدة أمصار. أسلم بعد أربعين رجلا ، وروى مرفوعا : «إنّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه» له مناقب جمّة. توفى في آخر سنة ٢٣ ه.
ينظر : فضائل الصحابة ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، الاستيعاب ٣ / ١١٤٤ ، أسد الغابة ٤ / ٥٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٣٨ ـ ٤٤١ ، الإصابة ترجمة (٥٧٣٦).
(٢) رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي ، أبو الجحاف ، أو أبو محمد : راجز من الفصحاء المشهورين ، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان أكثر مقامه في البصرة ، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة ، وكانوا يحتجون بشعره ، ويقولون بإمامته في اللغة ، مات في البادية وقد أسنّ. وله ديوان رجز مطبوع ، وفي الوفيات : لما مات رؤبة قال الخليل : «دفنا الشعر واللغة والفصاحة».
ينظر : الأعلام ٣ / ٣٤ ، وفيات الأعيان ١ / ١٨٧ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٩٦ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٣ ، والآمدي ١ / ١٢١ ، ولسان الميزان ٢ / ٤٦٤ ، والشعر والشعراء / ٢٣٠ ، والعيني / ٢٦ ، ٢٧.
(٣) عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ، أبو الشعثاء ، العجاج : راجز مجيد ، من الشعراء. ولد في الجاهلية ، وقال الشعر فيها ، ثمّ أسلم ، وعاش إلى أيام الوليد بن عبد الملك ، ففلج وأقعد. وهو أول من دفع الرجز ، وشبهه بالقصيد ، وكان لا يهجو ، وهو والد «رؤبة» الراجز المشهور أيضا ، له «ديوان» في مجلدين. توفى سنة : ٩٠ ه.
ينظر : شرح شواهد المغني ١٨ ، الشعر والشعراء ٢٣٠ ، الأعلام ٤ / ٨٦.
(٤) «الزهدمان : أخوان من عبس ، قال ابن الكلبي : هما زهدم وقيس ابنا حزن بن وهب بن عويمر بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن ذبيان بن بغيض. وهما اللذان أدركا حاجب بن زرارة يوم جبلة ليأسراه ، فغلبهما عليه مالك ذو الرقيبة القشيري. وفيهما يقول قيس بن زهير [من الوافر] :
جزاني الزهدمان جزاء سوء |
|
وكنت المرء يجزى بالكرامه |
وقال أبو عبيدة : «هما زهدم وكردم». ينظر لسان العرب (زهدم).