وأمّا الجمع فضمّ اسم إلى أكثر منه بشرط اتفاق الألفاظ والمعانى ، أو المعنى الموجب للتّسمية ، فإذا اختلفت (١) الأسماء فى اللفظ ، لم تجمع إلا أن يغلب أحدهم على سائرها ؛ نحو قولهم : الأشاعثة فى الأشعث وقومه ، وهو موقوف على السّماع.
وإذا اتفقت الألفاظ والمعانى ، أو المعنى الموجب للتّسمية ، وكانت نكرات ، جمعت ؛ نحو قولك فى المتفقة الألفاظ والمعانى : زيدون ورجال ، وفى المتفقة الألفاظ والمعنى الموجب للتسمية : الأحامرة فى اللّحم والخمر والزعفران ؛ قال [من الكامل] :
٢٧٥ ـ إنّ الأحامرة الثّلاثة أتلفت |
|
مالى وكنت بهنّ قدما مولعا |
الرّاح واللّحم السّمين وأطّلى |
|
بالزّعفران فلا أزال مولّعا (٢) |
ولا يجوز العطف وترك الجمع إلا أن يراد التكثير ؛ نحو قول الحكم بن المنذر
__________________
«غايتاها» بالألف على لغة بعض العرب والقياس أن يستعمل بالياء فيقال : «غايتيها» لأنه فى موضع نصب.
وفى البيت شاهد آخر : فى قوله : «غايتاها» ـ أيضا ـ وكان الظاهر أن يقول : قد بلغا في المجد غايتاه ، بضمير المذكر الراجع إلى المجد ، لكنّه أنّث الضمير لتأويل المجد بالأصالة. والمراد بالغايتين الطّرفان من شرف الأبوين ، كما يقال : أصيل الطرفين.
ينظر : البيت لرؤبة في ديوانه ص ١٦٨ ، وله أو لأبي النجم في الدرر ١ / ١٠٦ ، وشرح التصريح ١ / ٦٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢٧ ، والمقاصد النحويّة ١ / ١٣٣ ، ٣ / ٦٣٦ ، وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب ٧ / ٤٥٥ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤٦ ، والإنصاف ص ١٨ ، وأوضح المسالك ١ / ٤٦ ، وتخليص الشواهد ص ٥٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٠٥ ، ٧ / ٤٥٣ ، ورصف المباني ص ٢٤ ، ٢٣٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٥ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٦٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٣ ، وشرح المفصل ١ / ٥٣ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٣٩ ، القرطبي ١١ / ٢١٧.
(١) في أ: اختلف.
(٢) البيتان للأعشى ، وليسا في ديوانه.
ينظر : لسان العرب (حمر) ، ومقاييس اللغة ٢ / ١٠١ ، وأساس البلاغة (حمر) ، وتاج العروس (حمر) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٥ / ٩٥ ، والمخصص ١٣ / ٢٢٤.
ويروى البيت الأول هكذا :
إنّ الأحامرة الثلاثة أهلكت |
|
مالي وكنت لها قديما مولعا |
ويروى في البيت الثاني : الخمر بدلا من الراح.