ذكر الأحكام التّصريفيّة
التّصريف ينقسم قسمين :
أحدهما / : جعل حروف الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعانى ؛ نحو :
ضرب ، وضارب ، وتضارب ، واضطرب.
فالكلمة التى هى «ضرب» مؤتلفة من : ضاد وراء وباء ، وقد بنيت منها هذه الأبنية لمعان مختلفة.
وهذا النوع منحصر فى التصغير والتكسير والمصادر وأفعالها التى تجرى عليها ، وسائر ما اشتقّ منها بقياس من اسم فاعل أو مفعول أو اسم الزمان أو المكان أو المصدر أو اسم الآلة الّتى اشتقّ اسمها منه ، والمقصور والممدود المقيسين.
وينبغى أن نبيّن فى هذا النوع حروف الزيادة والأدلّة التى يتوصّل بها إلى معرفة زيادتها من أصالتها ؛ فإن أكثر ما ذكر بنى على معرفة ذلك.
والآخر : تغيّر الكلمة عن أصلها من غير أن يكون ذلك التغيّر دالّا على معنى طارئ على الكلمة ؛ نحو تغييرهم : قول إلى : قال.
ألا ترى أنّهم لم يجعلوا ذلك دليلا على معنى خلاف المعنى الذى كان يعطيه قول الذى هو الأصل.
وهذا النوع منحصر فى : الإدغام والنقص كعدة ، والقلب ، وأعنى بذلك : [صيرورة بعض حروف العلّة إلى بعض](١) ، كقال فى : قول.
والإبدال ، وأعنى بذلك : جعل حرف صحيح مكان حرف علّة ، أو حرف علة مكان حرف صحيح ؛ كتخمة فى : وخمة ، ودينار فى : دنّار ، أو جعل حرف صحيح مكان حرف صحيح من غير موجب لذلك ؛ كجدف فى : جدث أو جعل حرف صحيح مكان حرف صحيح يجانسه فى الصفة ، ويفارقه (٢) فى المخرج ؛ لموجب كـ «شمباء» فى «شنباء».
__________________
(١) بدل ما بين المعكوفين في أ: جعل حرف علة مكان حرف علة.
(٢) فى أ: يقاربه.