وكذلك تفعل بكلّ ما فى آخره ثلاث ياءات ، الأولى منها (١) زائدة ، وتقول فى تصغير سماء : سميّة ؛ لأنّك لما حذفت منه إحدى الياءات ، صار على ثلاثة أحرف ؛ فلحقته فى التصغير التاء.
وكذلك ـ أيضا ـ إن كانت العرب قد شذّت فى المكبّر ، أتت بالمصغّر على القياس ؛ فتقول فى تصغير : حياة : حييّة فتدغم.
وقد شذّت العرب فى ألفاظ (٢) ، فلم تصغّرها على قياس مكبّرها المستعمل فى الكلام ؛ بل على أصول لم ينطق بها ، فقالوا فى مغرب الشمس ، مغيربان ، وفى : عشىّ : عشيشيان ، وفى / عشيّة : عشيشية.
وقالوا : [أيضا](٣) عشيّانات ، ومغيربانات ؛ كأنّهم جعلوا كلّ جزء من العشيّة والمغرب ، عشيّة ومغربا.
وفى إنسان : أنيسيان ، وفى بنين : أبينون ؛ كأنّهم حقّروا أبناء اسم جمع على وزن أفعل ؛ كالأعم فى معنى الأعمام ، وفى رجل : رويجل ، وفى غلمة وصبية : أغيلمة وأصيبية.
وإن سميت المثنى من ذلك ، لم تحقره إلا على القياس.
وقد تقدّم أن المتوغّل فى البناء من الأسماء لا يصغّر منه إلا أسماء الإشارة ، والذى ، والتى ، وتثنيتهما وجمعهما من الموصولات ، وقياسها فى التصغير أن يترك أوّلها على حركته ، وتلحق ياء التصغير ثالثة ، ويزاد الألف فى الآخر.
وإن تعذّر ، زيدت قبله ، فتقول فى تصغير : ذا : ذيّا ، تترك الذال على حركتها ، وتقلب الألف إلى أصلها ، وهو الياء بدليل قولهم : ذى ، فى المؤنّث ، ثم تزيد ياء التصغير ثالثة ، ثم ترد إليه حرفا ثالثا ؛ كما تفعل فى تصغير «يد» ، ثم تدغم ياء التصغير فيه ، ثم تزيد ألفا فى الآخر ؛ فتصير : ذبيّا فيجتمع ثلاث ياءات ؛ فتحذف واحدة منها ، وهى الأولى.
ولا يجوز حذف الثانية ؛ لأنّها علم التصغير ، ولا الأخيرة ؛ لئلا تقع ياء التصغير طرفا.
__________________
(١) في ط : فيها.
(٢) في ط : أليفاظ.
(٣) سقط في ط.