ومثل ذلك كثير فى الشعر.
ويجوز وضع صيغة الجمع للاثنين بقياس إذا كان كلّ واحد منهما / بعض شىء ، وكان مفردا من صاحبه ، قال تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [التحريم : ٤].
ويجوز ـ أيضا ـ التثنية ، ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٣٠٦ ـ هما نفثا فى فىّ من فمويهما |
|
على النّابح العاوى أشدّ رجام (١) |
ودون ذلك فى الحسن وضع المفرد موضعهما ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٣٠٧ ـ حمامة بطن الواديين ترنّمى |
|
سقاك من الغرّ الغوادى مطيرها (٢) |
__________________
ينظر : المقاصد النحوية ٢ / ٤٢٥ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٤٥٦ ، والدرر ٢ / ٢٧٢ ، وسمط اللآلي ص ٦٨١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٥٦ ، وشرح التصريح ١ / ٢٦٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٩ ، ولسان العرب (فطن) ، (يمن) ، والمعاني الكبير ص ٦٤٦ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٧ ، وجمهرة اللغة ص ٢٩٣ ، وتاج العروس (فطن) ، (يمن) ، (سرو) ، وجمهرة اللغة ص ٢٩٣ ، والمخصّص ١٣ / ٢٨٢.
(١) البيت للفرزدق.
ونفثا : أي ألقيا على لساني ، من نفث الله الشيء في القلب : ألقاه. وأصل نفث بمعنى بزق ، ومنهم من يقول : إذا بزق ولا ريق معه. ونفث في العقدة عند الرّقية ، وهو البزاق اليسير. ونفثه نفثا أيضا : إذا سحره. وروى أيضا : (هما تفلا) من تفل تفلا ، من بابي ضرب وقتل ، من البزاق ، يقال : بزق ثم تفل. و (النابح) أراد به من يتعرّض للهجو والسبّ من الشعراء ، وأصله في الكلب. ومثله (العاوي) بالعين المهملة. و (الرّجام) : مصدر راجمه بالحجارة أي راماه ، وراجم فلان عن قومه : إذا دافع عنهم ، جعل الهجاء كالمراجمة لجعله الهاجي كالكلب النابح.
والشاهد فيه قوله : من فمويهما حيث جمع بين الواو والميم التي هي بدل منها في فم وقد غلّط الفرزدق في هذا ، وهو ـ أيضا ـ إقامة للمثنى مقام الجمع.
ينظر : ديوانه ٢ / ٢١٥ ، وتذكرة النحاة ص ١٤٣ ، وجواهر الأدب ص ٩٥ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤٦٠ ـ ٤٦٤ ، ٧ / ٤٧٦ ، ٥٤٦ ، والدرر ١ / ١٥٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٤١٧ ، ٢ / ٤٨٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٥٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ١١٥ ، والكتاب ٣ / ٣٦٥ ، ٦٢٢ ، ولسان العرب (فمم) (فوه) ، والمحتسب ٢ / ٢٣٨ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٥ ، والأشباه والنظائر ١ / ٢١٦ ، والإنصاف ١ / ٣٤٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٣٠٧ ، والخصائص ١ / ١٧٠ ، ٣ / ١٤٧ ، ٢١١ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢١٥ ، المقتضب ٣ / ١٥٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٥١.
(٢) اختلف في نسبة البيت فتارة للشماخ ، وأخرى للمجنون ، وثالثة لتوبة بن الحمير.