باب اشتقاق أسماء الزّمان والمكان والمصادر
والآلات الّتى يعالج بها الفعل
اعلم : أن الفعل ، إمّا أن يكون ثلاثيّا أو أزيد :
فإن كان ثلاثيّا ، فإنّ الصحيح منه والمعتلّ العين أو الفاء بالياء ، إن كان مضارعه يفعل بضم العين أو فتحها :
فإنّ اسم المصدر والزّمان والمكان يأتى على مفعل بفتح العين ؛ نحو : المقعد ، والمذهب ، وقد شذّ مما (١) مضارعه يفعل بفتح العين لفظتان ؛ فجاءتا فى المصدر بكسر العين ، وهما المحمد ، والمكبر ، وشذّ مما مضارعه يفعل بضم العين إحدى عشرة لفظة ؛ فجاءت مكسورة العين فى المكان ، وهى المنبت والمجزر ، والمسقط ، والمسكن ، والمطلع ، والمشرق ، والمغرب ، والمرفق ، والمفرق ، والمنسك ، والمسجد.
وقد استعمل المطلع بكسر العين فى معنى الطّلوع ، وقد قرئ (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر : ٥] بكسر اللام.
وإن كان مضارعه مكسور العين ، كان المصدر على : مفعل بفتح العين إلا ثلاثة ألفاظ شذّت ، وهى : المرجع ، والمحضر ، والمعجز ؛ فجاءت مكسورة العين.
والزمان والمكان على مفعل ، بكسرها ؛ نحو : المضرب. وأمّا المعتلّ الفاء بالواو ، فإن لم يكن / المضارع منه متحرّك الفاء ، كان الفعل منه فى الزمان والمكان والمصدر مكسور العين ؛ نحو : موعد ، وموهب ، إلّا ما شذّ من قولهم : موجل ، وموحل ، وموضع ، فجاءت مفتوحة العين.
وكذلك ينبغي أن يكون كل مفعل فاؤه واو كائنا ما كان إلّا ما شذّ من قولهم : موعب (٢) ، وموظب ، ومورق ، وإن كان مضارعه متحرك الفاء ، كان حكمه حكم نظيره من الصحيح ؛ نحو : وددت أودّ.
وأمّا المعتلّ اللام أو العين ، فإنّ اسم المصدر منه والزمان والمكان على مفعل بفتح
__________________
(١) في أ: وشذ مما.
(٢) في أ: موهب.