باب تبيين الحروف الزّوائد والأدلّة الّتى يتوصّل
بها إلى معرفة زيادتها
فحروف الزيادة عشرة ، يجمعها قولك : «أمان وتسهيل» والأدلة التى يتوصّل بها إلى معرفة الزائد من الأصلى تسعة ، وهى : الاشتقاق الأصغر / ، والتّصريف ، والكثرة ، ولزوم الحرف للزيادة ، ولزوم حرف الزيادة للبناء ، وكون الزّيادة لمعنى ، والنّظير والخروج عنه ، والدّخول فى أوسع البابين عند لزوم الخروج عن النّظير.
فالاشتقاق الأصغر : هو عقد تصاريف تركيب من تراكيب الكلمة على معنى واحد ؛ وذلك نحو ردّك ضاربا ، ومضاربا ، وضروبا ، وأمثال ذلك إلى معنى واحد ، وهو الضّرب.
ولا يدخل الاشتقاق فى سبعة أشياء ، وهى : الأسماء الأعجميّة ، كإسماعيل ، والأصوات ؛ نحو : غاق ، والحروف وما شبّه بها (١) من الأسماء المتوغّلة فى البناء ؛ نحو : من وما ، واللغات المتداخلة ؛ نحو : الجون للأسود والأبيض ، والأسماء النادرة ؛ كطوبالة ، اسم النّعجة ، والأسماء الخماسية ؛ نحو : سفرجل ، ويدخل فيما عدا ذلك.
والتصريف : تغيير صيغة الكلمة إلى صيغة أخرى ، وهو نوع من الاشتقاق ، إلا أنّه يخالفه فى أنّ الاستدلال بالتّصريف ، على أنّ الحرف زائد ، إنّما هو بالفرع على الأصل.
والاستدلال بالاشتقاق عكس ذلك ، فمثال الاستدلال بردّ الفرع إلى الأصل : استدلالنا على زيادة همزة أحمر ، بأنّه مأخوذ من الحمرة ، والحمرة هو الأصل الذى أخذ منه أحمر.
ومثال الاستدلال بردّ الأصل إلى الفرع : استدلالنا على زيادة ياء أيصر ، بقولهم فى جمعه ، أصار ، بحذف الياء ، فأصار فرع عن أيصر ؛ لأنّه جمعه ، وقد استدلّ به مع ذلك على زيادة يائه.
__________________
(١) في ط : شبهها.