باب حروف البدل
وهى : السين ، والصّاد ، والزّاى ، والعين ، والكاف ، والفاء ، والشين.
والحروف التى يجمعها قولك : «أجد طويت منهلا» ، فهذه الحروف التى تبدل من غير إدغام ؛ فإن كان البدل لإدغام ، لم يكن مختصّا بهذه الحروف ، بل جائزا فيها ، وفى غيرها على ما بيّن فى إدغام المتقاربين.
فأمّا الهمزة ، فأبدلت من خمسة أحرف ، وهى حروف العلّة الثلاثة والهاء والعين ، فأبدلت من الألف على غير قياس ، إذا كان بعدها ساكن ؛ نحو قول بعضهم : دأبّة ، وشأبّة ، ونحو قراءة أبى أيوب : (وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧] ، وقراءة عمرو بن عبيد : (وَلا جَانٌ) [الرحمن : ٣٩] ؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٣١٤ ـ وبعد انتهاض الشّيب من كلّ جانب |
|
على لمّتى حتّى اشعألّ بهيمها (١) |
وكثيرا ما يجىء فى الشعر ، وقد أبدلت منها ، وإن لم يكن بعدها ساكن ، إلا أن ذلك أقلّ.
حكى عنهم : «تأبلت القدر» ، إذا ألقيت فيها التّابل ، وكان العجّاج يهمز العالم والخاتم / ، قال [من الرجز] :
٣١٥ ـ
وخندف هامة هذا العألم (٢)
وتكون الهمزة المبدلة فى هذا النوع ساكنة ، إلا أن تكون الألف فى نيّة حركة ؛ فإنّها تكون إذ ذاك متحرّكة بالحركة التى تكون للألف فى الأصل ؛ نحو قول بعضهم : «لبّأ رجل الحجّ» ، «حلأ زيد السّويق».
__________________
(١) البيت بلا نسبة في : سر صناعة الإعراب ١ / ٧٣ ، وشرح المفصل ٩ / ١٣٠ ، ١٠ / ١٢ ، واللسان (شعل) ، والممتع في التصريف ١ / ٣٢١.
والشاهد فيه قوله : اشعأل فهمز على لغة بعض العرب.
(٢) الشاهد فيه قوله : العألم يريد : العالم ، فهمز الألف على لغة بعض العرب.
ينظر : ديوانه ١ / ٤٤٢ ، ورصف المباني ص ٥٦ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٩٠ ، وشرح المفصل ١٠ / ١٢ ، ١٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٢٨ ، ولسان العرب (بيت) (علم) وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ٤٤٧ وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢٠٥ ، والممتع في التصريف ١ / ٣٢٤.