وفى : طامه الله على الخير ، أى : جبله ، والأصل : طانه الله.
وأبدلت من الباء فى قولهم : بنات مخر ، والأصل : بنات بخر ، وفى قولهم : «ما زال راتما على كذا» أى : راتبا ، وفى قولهم : نغم أى : نغب ؛ قال [من الطويل] :
٣٤٠ ـ فبادرت شربها عجلى مثابرة |
|
حتى استقت دون محنى جيدها نغما (١) |
وأبدلت من لام التعريف ؛ ومنه قوله ـ عليه السّلام ـ : «ليس من امبرّ امصيام فى امسفر» (٢)
وأما النّون فأبدلت على غير قياس من اللام فى : لعنّ ، والأصل لعلّ ، ومن الهمزة فى النّسب إلى : صنعاء ، وبهراء ، ودستواء ، فيقال (٣) صنعانىّ ، وبهرانى ، ودستوانىّ.
وأما الهاء فأبدلت من أربعة أحرف ، وهى : الهمزة ، والألف ، والياء ، والتاء ، فأبدلت من الهمزة على غير لزوم فى : إيّاك وأيّاك ، وأما ، ويا ، فى النّداء.
فقالوا : هيّاك وهيّاك ، و «هما / والله لقد قام زيد» ، ومن همزة إن الشرطية ، ومن الهمزة فى : أثرت التراب ، وأرحت الماشية ، وأرقت الماء ، وأردت ، وأنرت
__________________
(١) البيت بلا نسبة في : سر صناعة الإعراب ١ / ٤٢٦ ، شرح الأشموني ٣ / ٨٨٣ ، شرح المفصل ١٠ / ٣٣ ، لسان العرب (نغب) ، الممتع في التصريف ١ / ٣٩٣.
الشاهد فيه : قوله : نغما أراد نغبا فأبدل الباء ميما للضرورة.
(٢) أخرجه أحمد ٥ / ٤٣٤ ، بهذا اللفظ ، وكذا ذكره الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير ٢ / ٣٩٣ ، وقال رحمه الله : وهذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما ، ويحتمل أن يكون النبي صلّى الله عليه وسلّم خاطب بها ، هذا الأشعري ، كذلك لأنها لغته ، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته ، فحملها عنه الراوي عنه ، وأداها باللفظ الذي سمعها به ، وهذا الثاني أوجه عندي ، والله أعلم.
والحديث بهذا اللفظ شاذ ، وإنما اتفق الشيخان وغيرهما على إخراج الحديث بلفظ : «ليس من البر الصيام في السفر» ، وقد ورد عن جماعة من الصحابة بهذا اللفظ منهم : جابر وكعب بن عاصم وعبد الله بن عمر ، وأبو برزة الأسلمي وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعمار بن ياسر وأبو الدرداء.
وأما بهذا اللفظ فقد خالف معمر الثقات في روايته بهذا اللفظ قال الألباني في الضعيفة رقم ١١٣٠ : ضعيف لا يعتمد عليه لا سيما ومعمر وإن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في ترجمته : له أوهام معروفة احتملت له في سعة ما أتقن ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، وما حدث به بالبصرة ، ففيه أغاليط. اه.
(٣) في أ: فقالوا.