باب القلب والحذف والنّقل
وإنّما أفردتّ لذلك بابا واحدا ؛ لأنّ جميعه إنّما يتصوّر باطّراد فى حروف العلّة ، فإن جاء شىء من ذلك فى غيرها ، حفظ ولم يقس عليه.
فحروف العلّة ، وهى الياء ، والواو ، والألف.
فأمّا الواو : فإمّا أن تكون ساكنة أو متحرّكة :
فإن كانت ساكنة ، لم يكن ما قبلها إلا متحرّكا ، ولا تخلو الحركة / من أن تكون فتحة أو ضمّة ، أو كسرة :
فإن كانت فتحة : ثبتت إلا فى لغة من يقول فى يوجل ، وبابه : يأجل ، فتبدل منها ألفا.
وإذا كان بعدها ياء : فإنّها تبدل ياء ، فتدغم فيما بعدها ، فتقول فى «فوعل» من البيع : بيّع ، وإذا وقعت بين حرف مضارعة وكسرة ، فإنّها تحذف ؛ نحو : يعد ، والأصل : يوعد ، فأمّا حذفها فى قوله [من الكامل] :
٣٤٩ ـ لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة |
|
تدع الصّوادى لا يجدن غليلا (١) |
فضرورة ، والأصل : يوجدن ، وقيل : لغة شاذة.
وإن كان ضمّة : ثبتت (٢) ؛ نحو. عود ، إلا أن يكون بعدها ، واو قريبة من الطّرف فى جمع ، فإنّه قد تقلب الواوان ياءين ؛ فيقال ، فى : صوّم : صيّم ، وإن شئت ، كسرت ما قبل الياء ، فتقول : صيّم.
أو تكون بعدها ياء ، فإنّها تبدل ياء ، وتدغم فيما بعدها ، فيقال فى جمع :
__________________
(١) البيت : لجرير ونسب للبيد بن ربيعة.
وتروى «الحوائم» بدلا من الصوادي.
وفي البيت شاهدان : أوّلهما : مجيء جواب لو مصدرا بـ «قد» نادرا. وثانيهما ضمّ الجيم في يجدن على لغة بني عامر.
ينظر : البيت لجرير في الدرر ٥ / ١٠٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ٥٣ ، ولسان العرب (نقع) ، ومغني اللبيب ١ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٩١ ، وليس في ديوانه ، وهو للبيد بن ربيعة في شرح شافية ابن الحاجب ١ / ٣٢ ، وللبيد أو جرير في لسان العرب (وجد) ، وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢ / ٥٩٦ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٨٥ ، وشرح المفصل ١٠ / ٦٠ ، والممتع في التصريف ١ / ١٧٧ ، ٢ / ٤٢٧ ، والمنصف ١ / ١٨٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٦.
(٢) في أ: تثبت.