ذكر حقيقة النّحو
النحو : علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب (١) ، الموصلة إلى معرفة أحكام (٢) أجزائه التى تأتلف منها [وهذه الأحكام ليست وزنية] ؛ فيحتاج من أجل ذلك إلى تبيين حقيقة الكلام ، وتبيين أجزائه التى يأتلف منها ، وتبيين أحكامها.
باب تبيين الكلام وأجزائه
الكلام ـ اصطلاحا (٣) ـ : هو اللفظ المركّب (٤) وجودا (٥) أو تقديرا (٦) ، المفيد (٧) بالوضع (٨) ، وأجزاؤه ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف.
__________________
(١) م : ذكر حقيقة النحو قولى : «النحو علم مستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب» أردت بذلك أن النحو علم أحكام كلام العرب الكلية المستخرجة بالمقاييس الموصوفة ؛ كرفع الفاعل ونصب المفعول ، وغير ذلك من أحكام كلامهم ؛ ألا ترى أن العلم بهذه الأحكام الكلية هو المسمى نحوا؟
وأما العلم بالمقاييس الموصوفة أنفسها من غير نظر إلى معرفة الأحكام المستخرجة منها فمن صناعة أخرى غير هذه الصناعة. أه.
(٢) م : وقولى : «الموصلة إلى معرفة أحكامه وهذه الأحكام ليست وزنية» تحرزت بذلك من علم العروض ؛ فإنه مستخرج ـ أيضا ـ بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب ، ولا يعترض على ذلك بأن يقال : إن المقاييس النحوية قد توصّل إلى معرفة أحكام وزنية من جهة أنها قد توصل إلى معرفة أوزان الأفعال وبعض الأسماء ؛ لأنى لم أرد إلا وزن الكلام ، وهو الوزن العروضى ، لا وزن بعض الكلم ، وهو الوزن النحوى ؛ ألا ترى أن الضمير فى قولى : «من أحكامه» عائد على الكلام؟!. أه.
(٣) م : باب تبيين الكلام وأجزائه قولى : «الكلام اصطلاحا» أى : فى اصطلاح النحويين ، وتحرزت بذلك من الكلام بالنظر إلى اللغة ؛ فإنه قد يقع على الكلام الاصطلاحى وعلى غيره. أه.
(٤) م : وقولى : «هو اللفظ المركب» تحرزت به من المفرد نحو زيد وعمرو. أه.
(٥) م : وقولى : «وجودا» مثاله : قام زيد. أه.
(٦) م : وقولى : «أو تقديرا» مثاله : زيدا ، تريد : اضرب زيدا ؛ ألا ترى أنه مركب فى التقدير ، ولا وجود للتركيب بالنظر إلى اللفظ. أه.
(٧) م : وقولى : «المفيد» تحرزت من اللفظ المركب غير المفيد ؛ نحو قولك : إن قام زيد ، إذا لم تأت له بجواب ؛ فإنه يسمى فى اللغة كلاما. أه.
(٨) م : وقولى : «بالوضع» تحرزت من اللفظ المركب المفيد بغير وضع ، أى بغير قصد ؛