فالاسم : لفظ يدلّ على معنى فى نفسه ، ولا يتعرض ببنيته لزمان (١) ، ولا يدل جزء من أجزائه على جزء من أجزاء معناه (٢) ، نحو : زيد ؛ ألا ترى أن «الزاى» جزء منه ، ولا تدل على بعضه لذلك ، فإن وجد من الأسماء ما يدل على زمان ؛ كأمس ، وغد ـ فبذاته لا ببنيته ؛ ألا ترى أن بنيتيهما لا تتغيران للزمان.
والفعل : لفظ يدل على معنى فى نفسه ، ويتعرض ببنيته للزمان.
والحرف : لفظ يدل على معنى فى غيره لا فى نفسه.
والدليل على أن أجزاء الكلام هذه (٣) الثلاثة خاصّة : أن اللفظ الذى هو جزء كلام إمّا [أن يدل] (٤) على معنى أو لا يدل :
وباطل ألا يدلّ ؛ فإن ذلك عيب.
وإذا دل : فإما أن يدل على معنى فى نفسه أو فى غيره لا فى نفسه [فإن دلّ على معنى فى غيره] فهو حرف.
وإن دل على معنى فى نفسه : فإما أن يتعرّض ببنيته للزمان أو لا / يتعرض : فإن تعرّض ، فهو فعل ، وإن لم يتعرض ، فهو اسم.
فالأجزاء إذن منحصرة فى هذه الثلاثة.
اعلم : أن الكلم لها أحكام فى أنفسها قبل تركيبها ، وينبغى أن يؤخّر الكلام على ذلك لعلّة تذكر عند الأخذ فيه. وأحكام فى حين تركيبها ، وهى نوعان : إعرابيّة ، وغير إعرابيّة.
* * *
__________________
ككلام الساهى والنائم وما أشبهه ؛ فإنه يسمى فى اللغة كلاما ، وليس كذلك فى اصطلاح النحاة. أه.
(١) زاد في حاشية أ: يتحرز من الفعل.
(٢) زاد في حاشية أ: يحترز من الجملة.
(٣) في ط : بهذه.
(٤) سقط في أ.