ذكر النّوع الأوّل منهما
باب الإعراب
الإعراب ـ اصطلاحا (١) ـ : تغير آخر الكلمة لعامل يدخل عليها (٢) فى الكلام الذى بنى فيه لفظا أو تقديرا عن الهيئة التى كان عليها قبل دخول العامل إلى هيئة أخرى (٣).
ألقاب الإعراب وألقابه أربعة : الرفع والنصب والخفض والجزم :
فأما الرفع والنصب : فيشترك فيهما الأسماء والأفعال.
__________________
(١) م : باب الإعراب قولى : «الإعراب اصطلاحا» أى : فى اصطلاح النحويين ، وتحرزت بذلك من الإعراب بالنظر إلى اللغة ؛ فإنه يقع على الإعراب الاصطلاحى المذكور ، وعلى غير ذلك مما ذكره أهل اللغة. أه.
(٢) م : وقولى : «لعامل يدخل عليها» تحرزت بذلك من تغيير آخر الكلمة لعامل غير داخل عليها ، نحو تغيير المحكى بـ «من» ، ومثال ذلك قولك : من زيد؟ لمن قال : قام زيد ، ومن زيدا؟ لمن قال : رأيت زيدا ، ومن زيد؟ لمن قال : مررت بزيد ، فآخر «زيد» قد تغير بسبب الحكاية فالعامل الداخل فى كلام المستثبت إذن حر التغيير ، وإلا فالعامل الداخل على «زيد» الواقع بعد «من» لم يتغير. أه.
(٣) م : وقولى : «عن الهيئة التى كان عليها قبل دخول العامل إلى هيئة أخرى» ، أردت بذلك أن أبين أن التغيير المسمى إعرابا ليس كون آخر الكلمة مرفوعا تارة ، ومنصوبا تارة ، ومخفوضا تارة ؛ فإن المعرب قد لا يتغير آخره هذا النوع من التغير ؛ ألا ترى أن بعض المعربات قد يلتزم فيه طريقة واحدة ، فلا يستعمل إلا مرفوعا ، نحو : ايمن الله ، ولعمر الله ، أو منصوبا ، نحو : سبحان الله ، ومعاذ الله؟.
وإنما التغير المسمّى إعرابا كل تغيّر حدث فى الكلمة بسبب دخول العامل ولم يكن فيها قبل ذلك ، فالألفاظ المفردة كانت قبل دخول العامل عليها موقوفة ساكنة ؛ نحو زيد وعمرو ويقوم ويقعد ، بدليل أن أسماء العدد إذا لم يدخل عليها عامل فى اللفظ ولا فى التقدير ؛ بأن قصد بها مجرد العدد ، نحو : واحد ثلاثة أربعة ـ كانت موقوفة ، فإذا أدخل عليها عامل من العوامل ، نقلها عن ذلك الوقف إلى حركة ، فإن كان العامل داخلا على جملة ، نقل المعرب عن ذلك النوع الذى كان فيه من الإعراب إلى نوع آخر ، وذلك نحو قولك : يقوم زيد ، إذا دخل الجازم ، نقل الفعل من الرفع إلى الجزم فهذا النوع من التغيير الذى لا ينفك عنه معرب هو المسمّى إعرابا لا النوع الأول. أه.