فضرورة.
وقسم يلزم فيه تقديمه عليه ، وهو أن يكون المفعول ضميرا متصلا والفاعل ظاهرا (١) أو متصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول أو على ما اتّصل بالمفعول ، أو يكون الفاعل ضميرا عائدا على ما اتصل بالمفعول ، أو يكون المفعول مضافا إليه اسم الفاعل بمعنى الحال ، أو الاستقبال (٢) ، أو المصدر المقدّر بأن والفعل ، أو بأن التى خبرها فعل ، أو يكون الفاعل مقرونا بإلا ، أو فى معناها المقرون بها ؛ نحو قولك : «إنما ضرب زيدا عمرو» تريد : ما ضرب زيدا إلا عمرو. أو فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٤ ـ وكانت لهم ربعيّة يحذرونها |
|
إذا خضخضت ماء السّماء القنابل (٣) |
__________________
يحتج بشعره.
زججته زجا : إذا طعنته بالزج ، بضم الزاى ، وهي الحديدة التي في أسفل الرمح ، والقلوص بفتح القاف : الناقة الشابة. وأبو مزادة : كنية رجل ، قال صاحب الصحاح : المزج ، بكسر الميم : رمح قصير كالمزراق ومزجة ، يروي بفتح الميم وهو موضع الزج ، يعني أنه زج راحلته لتسرع كما يفعل أبو مزادة بالقلوص. ويجوز أن تكون الميم مكسورة ، فيكون المعنى فزججتها يعني الناقة أو غيرها ، أي رميتها بشيء في طرفه زج كالحربة ، والمزجة ما يزج به. وأراد كزج أبي مزادة بالقلوص أي كما يزجها.
والشاهد فيه : أنه فصل بين المضاف وهو زج ، وبين المضاف إليه وهو : أبي مزادة بالمفعول ، وهو القلوص.
والبيت بلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٤٢٧ ، وتخليص الشواهد ص ٨٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٣٣ ، والخصائص ٢ / ٤٠٦ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٧ ، وشرح المفصل ٣ / ١٨٩ ، والكتاب ١ / ١٧٦ ، مجالس ثعلب ص ١٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٦٨.
(١) م : وقولى : «وهو أن يكون المفعول ضميرا متصلا ، والفاعل ظاهرا» إلى آخره ، مثال كون المفعول ضميرا متصلا والفاعل ظاهرا : ضربنى زيد ، ومثال أن يتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول : ضرب زيدا غلامه ، ومثال كون المفعول مضافا إليه اسم الفاعل بمعنى الحال أو الاستقبال : هذا ضارب زيد غلامه الآن أو غدا ، ومثال إضافة المصدر المقدر بأن والفعل إلى المفعول : سرّنى قتل الكافر المسلم ، ومثال كون الفاعل مقرونا بإلّا : ما ضرب زيدا إلا عمرو. أه.
(٢) فى ط : الاستثناء.
(٣) البيت للنابغة الذبياني يرثى النعمان بن الحارث «وكانت لهم ربعية» ، يعنى كتيبة أو غزوة في الربيع ، وإنما كان غزوهم في بقية الشتاء ، إذا وجدت الخيل ماء ناقعا في الأرض ، تقطع به الأرض ، وتصل به إلى العدو. ومعنى «خضخضت» حركت ، أي إذا استقوا من ماء