ذكر بدء إصبهان وعدد مدنها ورساتيقها
وأمّا إصبهان فإنّ رقعتها وضعت على مائة وعشرين فرسخا في مائة وعشرين فرسخا وحدودها كانت ما بين أطراف همذان (١) وماه ونهاوند (٢) إلى أطراف كرمان (٣)
__________________
(١) همذان : بالتحريك والذال وآخره نون الإقليم الرابع قيل سميت بهمذان بن الفولج بن سام بن نوح عليهالسلام وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة. وقيل بناها : كرميس بن حليمون وقيل إن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة.
كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب رضياللهعنه وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة [٢٤] من الهجرة. انظر معجم البلدان (٥ / ٤١٠).
(٢) نهاوند : هي مدينة عظيمة من قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام ...
سميت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي ويقال إنها من بناء نوح عليهالسلام أي نوح ـ عليهالسلام ـ وضعها وإنما إسمها نوح أوند فخففت وقيل نهاوند وقال حمزة : بنو هاوند فاختصر منها ومعناه الخير المضاعف. كان فتحها سنة [١٩] وقيل سنة [٢٠] وذكر أبو الهذلي عن محمد بن الحسن : أن وقعة نهاوند كانت سنة [٢١] أيام عمر بن الخطاب رضياللهعنه وأمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني. وقال عمر إن أصبت فالأمير حذيفة بن اليمان ثم جرير بن عبد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم أشعث بن قيس فقتل النعمان وكان صحابيا فأخذ الراية حذيفة وكان الفتح على يده صلحا. أنظر معجم البلدان (٥ / ٣١٣).
(٣) كرمان : في الإقليم الرابع وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان فشرقيها مكران ومغارة وما بين مكران والبحر من وراء؟؟؟ وغربيها أرض فارس وشماليها مفازة خراسان وجنوبيها بحر فارس ولها في حد السيرجان دخله في حد فارس مثل الكم وفيما يلي البحر تقويس وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع تشبه بالبصرة من كثرة التمور وجودتها واسعة الخيرات.
وقال محمد بن أحمد البناء البشاري : كرمان إقليم بشاكل فارس في أوصاف وبشابه البصرة في اسباب ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر وإجتمع فيه البرد والحر والجوز والنخل وكثر فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار. أنظر معجم البلدان (٤ / ٤٥٤).