جيّ وكانوا يسكنون مدينة قه إلى أن جاء الإسلام فخربت العرب مدينة قه فتحوّل من بقي من أهلها إلى مدينة جيّ فهم أوّل قوم سكنوها. وأوّل دار بنيت بمدينة جيّ دار المطيار بأمر كسرى أبرويز لمّا فتح له المطيار مدينة قسطنطينية ثم بني فيها سائر الدور لمّا انتقلوا إليها من مدينة قه. ومساحة مدينة جيّ استدارة سورها ألف قصبة فمساحة المدينة ألفا جريب سواء وذلك أنّ قطرها ثلاثمائة وعشرون قصبة فإذا ضرب نصف قطرها في نصف إدارتها كان ثمانين ألف قصبة وذلك ألفا جريب. في سورها من القصور مائة وأربعة قصور وهي بروج معوجّة واسعة ثابتة من استدارة السور فمن باب خور إلى باب اليهوديّة الصغرى ألف ومائة ذراع وبينهما ثمانية عشر برجا ومنه إلى باب تيره ألف ومائة ذراع وبينهما ثلاثة وثلاثون برجا ومنه إلى باب إسفيس ألف وثلاثمائة ذراع وبينهما أربعة وعشرون برجا ومنه إلى باب خور ألف وأربعمائة ذراع وبينهما خمسة وثلاثون برجا فدوران مدينة جيّ سبعة آلاف ومائة ذراع وبذراع اليد [عشرة] آلاف وستّمائة وخمسون ذراعا وطولها ألف وخمسمائة ذراع وعرضها ألف وسبعمائة واثنان وخمسون ذراعا. وهذه المساحة على ما ذكر تولّاها محمّد بن لرّة الحاسب.
وأمّا تمصير المسمّى باليهوديّة فمصّرها أيّوب بن زياد في خلافة أبي جعفر المنصور في سنة نيّف وخمسين ومائة من الهجرة وورد عاملا على الخراج مع خال المهديّ سعيد بن منصور الحميري وكان على الحرب ثمّ صرف سعيد وجمع لأيّوب الحرب والخراج فنزل بقرية خشينان (١) وبنى قصرا على شاطىء نهر فرسان ثمّ بنى بحذائه مسجدا ذا مقصورة هي باقية إلى اليوم ووضع فيه المنبر وخطّ سوقا للباعة والتّجار والعملة ذات صفوف في طرف اليهوديّة في الموضع الذي يعرف بصفّ التبّانين واتّصلت في أيّام ولايته بدور اليهوديّة دور قرية خشينان. وخطّة أهل بيته من باب مسجد خشينان طولا إلى باب [باغ] عيسى بن أيّوب وعرضا من جانب محلّة كوراء إلى ملنجة. وكانت اليهوديّة تسمّى في أيّام مملكة الفرس كو جهودان يعني سكّة اليهود وهي من صحراء قرية يوان فأحد حدودها ينتهي إلى قرية يوان والثاني إلى
__________________
(١) خشينان : هي محلة بإصبهان وقد يزيدون لها واو فيقولون خوشينان. أنظر معجم البلدان : ٢ / ٣٧٤.