ذكر فتح إصبهان
كان فتحها آخر سنة عشرين وقيل إحدى وعشرين من الهجرة حدّثنا فاروق الخطّابي ثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي ثنا محمّد بن عبد الله الأنصاري حدّثني النهاس بن فهم عن القاسم بن عوف الشّيباني عن أبيه عن السائب بن الأقرع قال زحف للمسلمين على عهد عمر بن الخطّاب زحف لم يزحف لهم بمثله قطّ زحف لهم أهل ماه وأهل إصبهان وأهل همذان وأهل الرّيّ وأهل قومس وأهل آذربيجان وأهل نهاوند فلمّا جاء عمر الخبر جمع الناس فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه وقال إنّه زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قطّ زحف لهم أهل ماه وأهل إصبهان وأهل الريّ وقومس وآذربيجان (١). ونهاوند (٢) وهمذان فقوموا فتكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا فتفشخ بنا الأمور ولا ندري بأيّها نأخذ. قال فقام طلّحة بن عبيد الله وكان من خطباء قريش فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال أمّا بعد يا أمير المؤمنين فإنّ هذا يوم له ما بعده من الأيام وأنت أمير المؤمنين أفضلنا رأيّا وأعلمنا ثمّ جلس. فقام الزّبير بن العوّام فحمد الله وأثنى عليه فقال أمّا بعد يا أمير المؤمنين فهذا يوم له ما بعده من الأيّام وإني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك وتكلّم بنحو كلام صاحبه
__________________
(١) أذربيجان : قيل أذر اسم النار بالفهلوية وأبيكان معناه الحافظ والخازن فكان معناه بيت النار وخازن النار وهذا أشبه بالحق وأحرى به لأن بيوت النار في هذه الناحية كثيرة جدا.
وحد اذربيجان من برذعه مشرقا إلى أذربخان مغربا ويتصل حدها من جهة الشمال من بلاد الديلم والجبل والطرم وهو إقليم واسع ومن مشهور مدائنها تبريز. أنظر معجم البلدان (١ / ١٢٨).
(٢) نهاوند : هي مدينة عظيمة قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام. سميت نهاوند لأنهم وجدوها كما هي ويقال إنها من بناء نوح عليهالسلام وإسمها نوح أوند فاختصروا منها ومعناه الخير المضاعف. وقد مر تعريفها بهامش صفحة (١٤).