له قالا حدّثنا أبو محمّد جعفر بن إبراهيم التّيمي ثنا سيف بن عمر التّميمي عن محمّد والمهلّب وطلحة يعني ابن الأعلم وعمرو وسعيد قالوا لمّا رأى أن يزدجرد يبعث عليه في كلّ عام حربا وقيل له لا يزال هذا الدأب حتّى يخرج من مملكته أذن للناس في الانسياح في أرض العجم حتّى يغلبوا يزدجرد على مما كان في يدي كسرى فوجّه الأمراء من أهل البصرة بعد فتح نهاوند ووجّه الأمراء من أهل الكوفة بعد فتح نهاوند وكان بين عمل سعد بن أبي وقّاص وبين عمل عمّار بن ياسر أميران أحدهما عبد الله ابن عبد الله بن عتبان وفي زمانه كانت وقعة نهاوند وزياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصي وفي زمانه أمر بالانسياح وعزل عبد الله بن عبد الله وبعث في وجه آخر من الوجوه وولّي زياد بن حنظلة وكان من المهاجرين فعمل قليلا وألحّ في الاستعفاء فأعفى وولّي عمّار بن ياسر بعد زياد فكان مكانه وأمدّ أهل البصرة بعبد الله بن عبد الله وأمدّ أهل الكوفة بأبي موسى وجعل عمر بن سراقة مكانه وقدمت الولاية من عند عمر إلى نفر بالكوفة زمان زياد بن حنظلة وبعث إلى عبد الله بن عبد الله بلواء وأمره أن يسير إلى إصبهان وكان شجاعا بطلا من أشراف الصحابة ومن وجوه الأنصار وحليفا لبني الحبلى من بني أسد وأمدّه بأبي موسى من البصرة وأمّر عمر بن سراقة على البصرة وكان من حديث عبد الله بن عبد الله أنّ عمر حين أتاه فتح نهاوند بدا له أن يأذن في الانسياح فكتب إليه أن سر من الكوفة حتّى تنزل المدائن (١) فاندبهم ولا تنتخبهم ثمّ اكتب إليّ بذلك وعمر يريد توجيهه إلى إصبهان فانتدب له فيمن انتدب عبد الله بن ورقاء الرياحي وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي والذين لا يعلمون يرون أنّ أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (لذكر ورقاء وظنّوا أنّه نسب إلى جدّه وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء) يوم قتل بصفين ابن أربع وعشرين سنة وهو أيّام عمر صبيّ. ولمّا أتى عمر انبعاث عبد الله بعث زياد بن حنظلة فلمّا أتاه انبعاث الجنود
__________________
(١) المدائن : سميت المدائن لأن زاب الملك الذي بعد موسى عليهالسلام ابتناها بعد ثلاثين سنة من ملكه وحفر الزوابي وكورها وجعل المدينة العظمى المدينة العتيقة. ولم أر أحدا ذكر لما سميت بالجمع.
وقال : يزدجرد بن مهبندار الكسروي في رسالة له عملها في تفضيل بغداد فقال في تضاعيفها : ولقد كنت أفكر كثيرا في نزول الأكاسرة بين أرض الفرات ودجلة فوقفت على أنهم توسعوا مصب الفرات في دجلة هذا إن الإسكندر لما سار الأرض ودانت له الأمم وبنى المدن العظام من المشرق والمغرب رجع إلى المدائن وبنى فيها مدينة وسورها وهي إلى هذا الوقت موجودة الأثر وأقام بها راغبا عن بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه. أنظر معجم البلدان (٥ / ٧٤).