سنة خمس وتسعين ومائتين ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال لمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر من مكّة إلى المدينة خرج هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط فمرّوا بخيمتي أمّ معبد وكانت امرأة برزة فذكر الحديث بطوله وذكر الأشعار. قال عليّ هكذا حدّثناه أحمد ولا أدري وهم فيه أم دعته شهوة الحديث إلى وضعه.
٨٧٠ ـ عليّ بن يعقوب بن إسحاق بن البختيار المؤذّن أبو الحسن كان يؤذّن في الجامع توفّي بعد الخمسين روى عن الأخرم وأحمد بن عليّ بن الجارود وإبراهيم ابن محمّد بن الحسن وطبقتهم والحسن بن هارون بن سليمان. حدّثنا أبو الحسن عليّ بن يعقوب المؤذّن مؤذّن الجامع ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب أخبرني ابن جريج عن أيّوب بن هانيء عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج يوما فخرجنا معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثمّ تخطّى القبور حتّى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثمّ ارتفع نحيب رسول الله صلىاللهعليهوسلم باكيا فبكينا لبكاء النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم أقبل إلينا فتلقّاه عمر بن الخطّاب فقال ما الذي أبكاك يا نبيّ الله قال هذا القبر الذي رأيتموني أناجي طويلا ثمّ ارتفع نحيب رسول الله صلىاللهعليهوسلم باكيا فبكينا لبكاء النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم أقبل إلينا فتلقّاه عمر بن الخطّاب فقال ما الذي أبكاك يا نبيّ الله قال هذا القبر الذي رأيتموني أناجي قبر أمّي آمنة بنت وهب وإنّي استأذنت ربّي عزوجل في زيارتها فأذن لي فناجيتها ثمّ استأذنت ربّي في الاستغفار لها فلم يأذن لي وقرأ (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ)(١) الآية (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ)(٢) الآية فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقّة فذلك أبكاني ألا وإنّي كنت نهيتكم عن زيارة القبور وأكل لحوم الأضاحيّ فوق ثلاث وعن نبيذ الأوعية فزوروا القبور فإنّها تزّهد في الدنيا وتذكّر الآخرة وكلوا لحوم الأضاحي وأبقوا ما شئتم وإنّما نهيتكم إذ الخير قليل توسعة على الناس ألا وإنّ الوعاء لا يحرم شيئا وكلّ مسكر حرام.
__________________
(٨٧٠) لم أقف له على ترجمة سواها.
(١) سورة التوبة الآية (١١٣).
(٢) سورة التوبة الآية (١١٤).