وبرستاق القهرار قرية تسمّى قزائن فيها عين في صحرائها استدارتها ثلاثة أرماح تنشّ بالماء كلّ سنة في أيّام الربيع سبعين يوما محصاة فيخرج منها في مدّة هذه الأيّام السّمك الذي بظهره عقر فإذا أتمّت [مدّة] هذه الأيّام خرجت من نقرة العين حيّة سوداء فكما تخرج تعود في مكانها وينقطع ذلك الماء فلا تراه العيون إلى القابل ومما لا يكون إلّا بإصبهان السّكبينج والجاوشير.
وبرستاق القدار قرية يقال لها هناء وقلعة ابن بهان زاذ إلى جانبها تلّ كبير كأنه صبيب الدارهم يوجد إذا جمع في كيس صلصلة كصّليل الدراهم على وجه كلّ حجر دائرتان متجاورتان ولو أراد سلطان نقلها كلّها إلى مكان يقرب منه بمائة جمل تنقل في كلّ يوم دفعات لبقوا في نقلها أشهرا فهذا ممّا لا خفاء به. ومن سكن في قلعة ابن بهان زاذ في أيّام الربيع يرى طول ليلته اشتعال نار من ذروة حيطان القلعة فإذا قرب منها لم يجد منها شيئا وكذلك إذا نظر بعضهم إلى رؤوس بعض وكلّما كان الربيع أكثر مطرا كانت تلك النار أشدّ اشتعالا. وكانت ملوك الفرس لا تؤثر شيئا من بلدان مملكتهم على إصبهان لطيب هوائها وتميّز مائها ونسيم تربتها والشاهد على ذلك ما هو مودع في كتبهم التي يأثرها أهل بيت النّوشجان (١) وإسحاق ابني عبد المسيح عن جدّهم المنتقل من الروم إلى إصبهان فاستوطنها وتناسل بها.
__________________
(١) النوشجان : مدينة بفارس. قال ابن الفقيه : وبين طراز مدينة في تخوم الترك على نهر سيحون بما وراء النهر ونوشجان السفلى ثلاث فراسخ وإلى نوشجان العليا وهي أربع مدن كبار وأربع مدن صغار سبعة عشر يوما للقوافل على المراعي وهي حد الصين فأما لبريد الترك فثلاثة أيام ومن نوشجان العليا إلى خاقان التغزغز مسيرة ثلاثة أشهر في قرى كبار ذات خصب ظاهر. أنظر معجم البلدان (٥ / ٣١١).