ما رأيت كورة أحسن بناء وأعذب ماء من هذه الكورة وجعل يذكر أنهارها وكثرة أهلها وعمرانها ونظافة طرقها فقال لو كانت مجالس لصلح لها ثمّ نظر إلى نهر فدين فاعجبه فقال لو أقمت بكورة ما أقمت إلا بإصبهان. وحدّث عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال ما ليم قوم نزلوا على ماء عذب. سمعت [أبا] محمّد بن حيّان يقول سمعت بعض أهل العلم يقول لمّا سار ذو القرنين في شرق الدنيا وغربها طالبا لماء الحيوان أخذ على البر ثمّ رجع على البحر فلم يدع مدينة إلّا دخلها عنوة أو صلحا فلمّا انتهى إلى إصبهان دخل مدينتها ولم ينزلها وخرج عنها حتّى إذا بلغ بابها الشرقيّ دعى بالفعلة فقال احفروا في هذا الموضع حفرة حتّى تبلغوا الماء فحفروا خارج الباب حفرة فبلغوا الماء في ساعة وهو واقف على دابّته فقالوا قد بلغنا الماء فقال اكبسوها وردّوا ما أخرجتم منها وأعيدوها كما كانت ففعلوا ولم يبق ممّا أخرج منها شيء واحتاج إلى زيادة فقالوا أيّها الملك قد رددنا ما حفرنا منها إلى الموضع فلم تستو الحفرة ولا رجعت إلى ما كنت عليه فقال هذه مدينة قحطة لا تخلو من قحط المطر والسعر الغالي ثمّ ارتحل عنها من ساعته ماضيا. وسمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الرحمن بن مخلد وكان من الحفّاظ المتقنين يقول وقتل بإصبهان جهم بن صفوان لعنه الله ترك الصلاة أربعين يوما زعم أنّه يرتاد دينا وذلك أنّه شكّ في الإسلام قتله سلم بن أحوز عامل كان بإصبهان من قبل بني أميّة وذاك أنّه كتب إليه بلغني أنّ قبلك رجلا من الدّهريّة يقال له جهم بن صفوان فإن قدرت عليه فاقتله فقتله على هذا القول كذا سمعته يقول وحدّثناه في مجموعه في فضيلة الفرس مرسلا من غير إسناد. حدّثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن نبيه سمعت إبراهيم بن عيسى الزاهد يقول كنّا نختلف إلى الشاذكوني إلى المدينة فقال لأهل اليهوديّة إذا فرغنا من المجلس فتعالوا إلى البيت لأزيدكم شيئا قال فكان يملي علينا خمسة ستّة عشرة قال فجاء أهل المدينة وأهل اليهوديّة من أيّام أبي موسى لأنّ أهل اليهوديّة جاءوا مع أبي موسى إلى المدينة حتّى أخذوها فوقعت هذه العداوة من يومئذ.
قال الشيخ رحمهالله بدأنا بعون الله بذكر من قدم إصبهان من الصّحابة رضوان الله عليهم وتسميتهم مجرّدا من أخبارهم ليسهل حفظها ومعرفة أساميهم على من أرادها ثم نذكرهم بأنسابهم وأسنانهم وبعض أحوالهم مقرونا بما يقرب ويسهل من