أخذ السيد المذكور التفسير عن قطب الزمان السيد محمد أفندي (١) مفتي حلب ، وعنه أيضا المعاني والبيان. وقرأ المطوّل والحديث عليه ، وعلى يوسف أفندي (٢) المفتي بحلب ، وعن أبي السعود أفندي الكواكبي المفتي (٣). وأخذ الفقه الشافعي عن والده السيد محمد ، قرأ عليه شرح المنهج ، وربع العبادات من تحفة ابن حجر المكي (٤) ، وشرح التحرير ، وعلم الفرائض. وأخذ النحو عن علامة الزمان الشيخ سليمان النحوي ، وعن الشيخ إبراهيم النجشي (٥) ، وعن السيد عبد السلام الحريري ، وكذا المنطق وعلم الآداب.
وممن زارنا وزرناه ، وأضافنا في بيته العالم الكبير ، الفاضل الشهير ، ذو الأخلاق الرضية ، والتحقيقات المرضية والسخاء الوافر ، والصلاح (٧٧ ب) الباهر ، عمدة في تحقيق العلوم ، وعدة علماء الرسوم ، علي أفندي الطرابلسي مفتي الحنفية بحلب ، فلقد أكرمني (٦) غاية الإكرام وتأدب معي غاية التأدب. وهو شيخ معمر ، لين العريكة ، عليه أثر الصلاح ظاهر ، واتفق يوم زارني هو وأخوه الشيخ عثمان ، والشيخ يوسف ، [أن](٧) أنشد المفتي بالمناسبة قول الشاعر :
على حاله لو أن في القوم حاتما |
|
على جوده لضنّ بالماء حاتم |
__________________
(١) الراجح أنه محمد بن علي المشهور بجلبي المفتي الحنفي الأنطاكي ، ترجم له المرادي (سلك الدرر ج ٣ ص ٦٩) بما مفاده أن أصله من أنطاكية ، حيث كان والده مفتيا فيها ، وأنه تولى الإفتاء بعده ، ثم عزل عنه ، وهاجر إلى حلب حيث تولى الإفتاء فيها ، وتوفي سنة ١١٧٢ ه / ١٧٥٨ م.
(٢) هو يوسف بن حسين الحسيني الحنفي الدمشقي ، ولد بدمشق سنة ١١٧٣ ه / ١٧٥٩ م وقرأ على أفاضل علمائها ، ثم سافر إلى الروم وإلى حلب مرات ، وصار نقيبا ومفتيا في حلب ودرّس في بعض مدارسها ، ترجم له المرادي (ج ٤ ص ٢٦٤) وأورد نماذج عدة من شعره الجزل.
(٣) تقدم التعريف به.
(٤) يريد تحفة المحتاج لشرح المنهاج ، تأليف أحمد بن علي بن حجر المكي الهيتمي.
(٥) كذا في أ، وفي ب (النخشبي) ، وقد تقدم الاختلاف في ضبطه.
(٦) في ي (أضافنا أكرمني) ولا وجه لها.
(٧) زيادة يقتضيها السياق.