ومما أنشدنا في بيت السيد حسين (الديري) (١) قول ابن الخيّاط (٢) :
هو الرّسم لو أغنى الوقوف على الرّسم |
|
هو الحزم لولا طول عهدك بالحزم |
تجاهلت عرفاني به غير جاهل |
|
وللشّوق آيات تدلّ على علمي |
عشيّة جنّ القلب فيها جنونه |
|
ونازعني شوقي منازعة الخصم |
وقفت أداري الوجد خوف مدامع |
|
تبيح من السر الممنّع ما أحمي |
(١٠٤ أ)
أغالط بالشك اليقين صبابة |
|
وأدفع في صدر الحقيقة بالوهم |
فلما أبى إلا البكاء لي الأسى |
|
بكيت فما أبقيت للرسم من رسم |
وما مستفيض من غروب تنازعت |
|
عراها السّواني فهي سجم على سجم |
بأغزر من عيني حين تمثّلت |
|
على الظّن أعلام وبانت على الرّجم |
كأني بإجراع الثنيّة مسلم |
|
إلى ثائر لا يعرف الصفح عن جرم |
لقد وجدت وجدي الدّيار بأهلها |
|
ولو لم تجد وجدي لما سقمت سقمي |
عليهن وسم للفراق وإنها |
|
على به ما ليس للنار من وسم |
وكم قسّم البين الصبا بين منزل |
|
وبيني ولكنّ الهوى جائر القسم |
منازل أدراس شجاني نحو لها |
|
فهلا شجاها ناحل القلب والجسم |
سقاها الحيا قبلي فلما سقيتها |
|
بدمعي رأت فضل الوليّ على الوسم |
ولو أنني أنصفتها ما عذلتها |
|
عن الكرم الفيّاض والنائل الجمّ |
وممن التمس مني إجازة الحديث الشيخ الصالح الناسك الشيخ مصطفى الغريب المقدسي ، فكتبت في الإجازة : الحمد لله الذي أوصل بصحيح النية من انقطع إليه ، وقوى
__________________
(١) ليست في ب.
(٢) هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي الدمشقي المعروف بابن الخياط ، وكان من الشعراء المجيدين طاف البلاد. المجيدين طاف البلاد.