[الزرقاء]
وتليها مرحلة الزرقاء ، قال في القاموس : اسم موضع في الشام (١) والآن يطلقونها على عين هناك ، وهذه العين جارية عذبة ، على حافة مجراها قصب كثير الالتفاف فينعكس لونه في الماء فيرى أزرق لصفائه فلذلك سميت بالزرقاء (٢). وحول هذه العين من جهة الفوق قلعة صغيرة تسمى بقصر شبيب (٣) ، وفيها حراس يتعاقبون كل عام.
وعلى شرقي النهر الجاري منها بركة قديمة خراب ، وحولها عمارة ، وأثر بناء قديم ، والكل خراب ، وقبيل هذه العين وبعيدها أراض وعرة وعقبات ذوات انحراف واعوجاج وصعود وهبوط ووديان منخفضة ، والمسافة تسعة فراسخ ، وأقام الركب بها يوما.
[البلقاء]
وتليها مرحلة البلقاء ، مؤنث أبلق ، وهي اسم بلد بالشام (٤) والآن هي خراب ، لا ماء فيها ، سميت بذلك لما أن حجارتها (١٦٩ ب) متلونة بالسواد والبياض ، أو لأن أرضها خالية عن النبت والشجر (٥).
__________________
(١) في أ(في الشام) ، وفي ب (بالشام) وهو الذي في القاموس المحيط ج ٣ ص ٢٣٣.
(٢) ينطبق هذا الوصف على ما ذكره ، ياقوت ، حيث قال «الزرقاء موضع بالشام ناحية عمان ، وهو نهر عظيم في شعاري ودحال يريد : جبال مشجرة (معجم البلدان ج ٤ ص ٣٨٤).
(٣) وهو الذي تسميه الروايات العربية القديمة (شبيب بن تبع الحميري) وكان هذا الحصن أحد مراكز الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية ، في عهد الإمبراطورين فالريان وغاليان (٢٥٣ ـ ٢٦٨ م) أما البناء الحالي فيعود إلى العصر العثماني ، حيث اتخذ محطة من محطات الحج الحصينة ، ويذكر الرحالة روبنسون أن هذه العمارة شيدت من حجارة ضخمة كالتي تستخدم في بناء القلاع ، وهي لا تعمر إلا في موسم الحج ، ويشير بيركهارت إلى أن والي دمشق كان يتخذ آغا يقيم مع حامية فيه ، وهو عادة من عشيرة هتيم (العابدي : الآثار الإسلامية ص ٢٨٤).
(٤) في ياقوت (معجم البلدان ج ١ ص ٤٨٩) انها كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى ، قصبتها عمان.
(٥) هذا ما رآه المؤلف ورآه قبله الخياري (تحفة الأدباء ج ١ ص ٨٧) مع أن ياقوت ذكر أن فيها قرى كثيرة ومزارع واسعة ، وبجودة حنطتها يضرب المثل.