في التلويح المغني عن التصريح ، هذا والسيد محمد خدمني كثيرا ، وقرأ ما تيسر من علم النحو علي ، له آداب حسنة ، وأخلاق مستحسنة ، وعذوبة منطق ، وحلاوة منادمة ، فسبحان (٢١٠ ب) الذي فطره وصوره فأحسن صوره. وكان السيد ذكر لي أن يكون البدر الأتم سلطانا على ملاح دمشق ، وهم السيد الذي بحسنه الفائق كل عارف يفتي ، السيد حسن الحرستي ، والظبي النافر ، الذي يقول القمر شقيقي ، وجمالي لدى التدقيق تحقيقي ، محمد بن علي بك البكري الصديقي ، والقمر الذي عن القبح عري ، ومن النقائص بري شاكر بن سعدي أفندي العمري ، والبدر الذي قال : يغني عن السرج جبيني ، عبد الرحمن بن الشيخ أحمد المنيني ، والغصن الذي قال جميع المحاسن عندي إن كنت لا أصرح ولا أبدي ، السيد يوسف بن السيد محمد آغا الجندي ، والكواكب الذي أشرق من تحت السحاب ، والمقصود لدواء كل مصاب ، مراد بن ركاب ، والعلم المفرد في الملاحة ، والمجمع عليه في الرجاحة ذو العيون التي يقول كل عاشق : إنما قسيمي البدر المنير ، عبد الرحمن بن العلمي ، والبدر الذي قام عليه الإجماع ، السيد مصطفى بن أحمد الطباع ، والمليح الذي قال الملاحة مقصورة عليّ دون غيري ، قضيب البان عبد الرحمن الديري وغيرهم ممن اتسم بالجمال ، ووسم بالكمال (٢١١ أ) فكتبت للسيد أحمد المذكور كتابا وفيه المقامة : سلام أشهى من منادمة الحبيب بعد نفوره وصدوده ، وألذ من معانقته وشم ورد خفر خدوده ، وأحلى من عتابه بعد تماديه في الإعراض ، وأخلب للألباب من غمز ألحاظه المراض ، على المغرم الذي تلظى بنيران الصبابة ، وغرق في بحار الأشجان والكآبة ، وعرض قلبه لنبال (١) المقل عرضا ، وعرض جسمه لأن يجري عللا مرضا ، الصب الذي توله بحب الامرد الجميل ، واستعذب مقاساة الليل الطويل ، حتى رأى العذاب عذبا ، والموت سهلا وإن كان صعبا ، فصار طعين قدود ، وقتيل صدود ، لا تألف جنوبه المضاجع ، ولا تزايل جفونه المدامع ، لا
__________________
(١) في ب (لبنان).