بالآجر والجص.
ولاحظ ، وهو يمر بالخانوقة ، في طريقه إلى الموصل ، أن هذا الموضع يتألف من «تلال عظام من تراب مستديرة ، بعضها إلى جانب بعض كهيئة القلعة والسور».
ووصف آثار مدينة ثمود الأثرية ، في طريقه إلى وادي القرى ، ولاحظ عدم صحة ما كان يتداوله الناس حول كونها قد قلبت بسبب غضب الله عليها ، فقال «ديار ثمود وتسميها العامة ديار صالح .. وهي أرض موحشة .. وفيها بيوت ذوات أبواب ، على سطح كل باب هيئة الدرجين المعكوسين ، تظن العامة أنها مقلوبة وليس كذلك كما هو ظاهر لمن تأمل البناء وعقد الأبواب والأواوين ، وأكثر البيوت علا عليها الرمل». وإشارته إلى «تأمل البناء وعقد الأبواب والأواوين» لافتة للنظر حقا ، لأنها تدل على أن مروره بتلك الآثار الشاخصة ، لم يكن مرور عابر سبيل اعتيادي ، وإنما كان مشاهدة ، ودرسا ، واهتماما.
ج ـ وصفه المدن القائمة :
شغف السويدي بوصف عمارة المنشآت المهمة في المدن التي أقام بها أو زارها ، ولم يكن وصفه لها مجرد إشارات عابر سبيل ، أو تنويه بوجودها فحسب ، وإنما وصف تأمل وتدبر ، فيه من دقة الملاحظة وحسن التصوير ما هو جدير بالالتفات ، ولذا فقد حفلت رحلته بفقرات مسهبة عن عدد من تلك المنشآت ، كالمساجد والمدارس والخانات والقلاع. ونحن نراه حين يعمد إلى وصف عمارة منشأة ما ، يحيط بالعناصر الرئيسية المكونة لها ، على نحو متوازن لا خلل فيه ؛ ففي حديثه عن المساجد لا يغفل عن وصف عناصر المسجد الرئيسية : القبة والمحراب والمصلى والصحن والمئذنة ، وربما قارن بعض هذه العناصر بغيره مما سبق أن شاهده في مساجد أخرى ، واستفاد من النصوص والكتابات الأثرية على المسجد نفسه في التعرّف على تاريخ إنشائه أو تجديده. قال في وصفه لجامع دنيسر «لها جامع كبير واسع قديم من محاسن الدنيا بناء وعمارة ، إلا أن نصف قبته ساقطة والباقي متداع .. وله محراب في غاية الجودة عليه كتابة عربية وكوفية مكتوب عليها بعض آيات قرآنية ، وعليه اسم من