على نفسك. وكل هذا أيها الواقف على هذه الرحلة من بركات العلم وخدمته ، فالحمد لله الذي جعلنا (١) بمنه وأكرمنا بإكرامه.
وقد عنّ لي أن أذكر مشايخي وما رويت عنهم وقرأته عليهم ، نفعنا الله بهم ، فأقول : أخذت متن الحديث من جماعات أعلام ، وأئمة كرام ، منهم المحدث الكبير ، والعالم الشهير ، رحلة (٢) المحدثين ، وعمدة المحققين ، ذو (٩ أ) النسب الأعلى ، والحسب الأبهى ، الزاهد الورع ، سيدي أبو الطيب أحمد بن أبي القاسم بن محمد المحمدي المغربي ثم المدني ، (٣) المنسوب إلى حمزة بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن إبراهيم (٤) بن محمد [ذي] النفس الزكية بن عبد الله المحض (٥) بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضياللهعنهم.
ومنهم سيدي وعمي بركة العباد ، وعلم الرشاد ، مشكاة المعارف الربانية ، ومهبط التنزلات الرحمانية ، الجامع بين الحقيقة والشريعة ، والحائز من الكمالات كل روضة ريعة ، (٦) سيدي ووالدي الشيخ أحمد بن سويد الصوفي ، تغمده الله برحمته ، وأسكنه فسيح جنته ، آمين. ومنهم سيدي خاتمة المحققين ، وسلطان المدققين ، الجامع بين المعقول والمنقول ، ومخرج الفروع والأصول ، البارع في الفنون العربية المقصود في حل الغوامض الأبية ، سيدي جمال
__________________
(١) كذا في ب ، وفي أغير واضحة ولعلها : جلنا.
(٢) الرحلة : العالم الكبير الذي يشد الطلبة الرحال إليه من الآفاق لطلب العلم واكتساب الفوائد.
(٣) ترجم له المرادي (سلك الدرر ج ٤ ص ٩١) ترجمة ضافية ، ولكنه سماه محمد بن محمد بن محمد بن موسى الشرفي الفاسي المالكي الشهير بابن الطيب ، وأثنى عليه ثناء جميلا ، وذكر أنه ولد بفاس سنة ١١١٠ ونشأ بها وأخذ عن علمائها وعن علماء كبار غيرهم ، ودرس بالحرم الشريف النبوي ، وأقام مدة في الشام ومصر ، وله كتب كثيرة ، منها مسلسلاته في الحديث وهي تنوف على الثلاثمائة ، توفي بالمدينة المنورة سنة ١١٧٠ ه / ١٧٥٦ م.
(٤) في عمدة الطالب لابن عنبة (النجف ١٩٦١ ص ١٠٦) وغاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار (النجف ١٩٦٣ ص ٢٦) أن إبراهيم هو ابن محمد بن عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية.
(٥) في النسختن : المحصن.
(٦) راع ، يريع : نما وزاد ، والريعة بالكسر : الجماعة.