وسط جبل صغير سميت بذلك لأن الأماكن التي حواليها بلق بيض ، وجبلها لا شجر فيه فهو أبلق ، والمسافة ستة فراسخ تقريبا.
[الخانوقة]
وتليها مرحلة الخانوقة ، بالخاء المعجمة فألف فنون مضمومة فواو ساكنة فقاف مفتوحة آخرها هاء التأنيث ، وهي على شاطىء دجلة. قال في القاموس : والخانوقة بلد (٤٢ أ) على الفرات. فتبين أن هذه غيرها ، وهي فويق قلعة التراب ، وهذه القلعة تلال عظام من تراب مستديرة بعضها إلى جانب بعض كهيئة القلعة والسور (١) ، والمسافة تقريبا ستة فراسخ ونصف.
[القيّارة]
وتليها مرحلة القيارة (٢) بفتح القاف وتشديد المثناة التحتية فألف فراء مهملة وآخر الحروف هاء تأنيث. وهي عيون من قير على حافة دجلة ، والمسافة تقريبا ستة فراسخ ونصف.
[المصايد]
وتليها المصايد بوزن مقاعد ، فسألت عن سبب تسميتها بذلك فقيل إن ماء دجلة
__________________
(١) وصف عبد الرحمن السويدي هذا الموضع ، في أثناء حديثه عن حملة عسكرية قادها والي بغداد حسن باشا على بعض الأعراب الذين تحصنوا فيها سنة ١١١٧ ه بقوله «هي وهدة على شاطىء دجلة أمامها الماء وسكر عظيم من السكور القديمة بحيث لا يستطاع العبور إليها من شدة جريانه ، كما لا يمكن المرور عليه ، بل يقضي على المار بالغرق من آنه ، وغربيها غيل ملتف ، وشجر محتف ، وخلفها وشرقيها جبال باذخة ، وكهوف شامخة ، وهذه تقرب من الموصل بثلاث مراحل» (حديقة الزوراء ، الورقة ١٣ نسخة المتحف البريطاني).
(٢) سميت بهذا لوجود عيون يسيل منها القار. ذكر ابن جبير عند مروره بهذه الناحية سنة ٥٧٠ ه ، أنها تقع بمقربة من دجلة وبالجانب الشرقي منها ، وعن يمين الطريق إلى الموصل ، ووصفها ، وما فيها من عيون ، في كتاب رحلته ص ١٨٦ ، ونقل ابن بطوطة كلامه لكنه أسقط منه تحديد موضع العيون من دجلة ، من يمينها أو من شمالها. وعيون القيارة لما تزل موجودة ، لكنها تقع في الجانب الغربي ، أي عن شمال الطريق إلى الموصل ، لا كما قال ابن جبير ، وهي اليوم مركز ناحية تابعة إلى قضاء الشورة على دجلة.