من قول أهل الشام شربة أو نعارة ، ويماري أي لا يقنع بالحق ، ويشرق بالماء ، ويستقصي ، وفرصاد للتوت ، وسفّود. وأهل الشام يقولون : سيخ وشيش. وقد ورد في كلام النابغة الذيباني بقوله : «سفود شرب نسوه عند مفتأد» وتقزّز أي تباعد من الأدناس ، وعسلوج للقضيب ، وجلّوز وهو البندق الذي يؤكل ، ولكن هذه الألفاظ كلّها مستعملة في الغرب ؛ وبهذا يترجّح أن أصل المالطيين من المغاربة. ومن ذلك ضمّهم آخر الفعل المضارع أحيانا نحو: يحسبك ويبدلك ، وقولهم : وعدة وزنة ، وهما اسمان من وعد ووزن لا مصدران ، ولذلك سلم فاؤهما كما قال الحماسي :
وإذا أتى من وجهة بطريفة |
|
لم أطّلع مما وراء خبائه |
قال الشارح ومن روى من وجهه فمعناه من سفره الذي توجّه إليه ، ويروى : لم أطّلع ماذا وراء خبائه. ومعنى البيت لم أعرض نفسي عليه متعرّفا ما جاء به من سفره ليشركني في طرفه يجعلني أسوة نفسه.
مما يضحك من كلامهم
ومما يضحك من كلامهم قولهم هذا رجل من الكلاب وامرأة من الحمير يعنون : ذكرا وأنثى لأنّه ليس عندهم لفظ مرادف لهما فيضطرّون إلى هذا التعبير القبيح ، ويقولون عمل اللحية أي حلق وجهه ، وكذلك إذا حلق شعر عانته أيضا. ويقول أحدهم للآخر عند الإبانة والإفصاح ين نكلمك بالمالطي ، فكأنه يقول إنّ هذا الكلام قد بلغ من البيان بحيث لا يبقى للسامع محلّ للشّكّ فيه ، ويكثرون من جملة «قال لي» يكرّرونها في أثناء الكلام مرارا ، وإذا قصدوا توكيد خبر كرّروا اللفظ خمس مرّات فأكثر ، فيقولون : ما ريتوش قط قط قط قط قط ، وما كان ليش فلوس خلاف دا بز بز بز بز بز أي بس وخاده أي أخذه كله كله كله كله كله وما يسوى شي شي شي شي شي. ونحو ذلك. ومن أوزان كلامهم فاعلة للمصدر فيقولون : عملته بالواقفة أو بالقاعدة ، قال شارح الشافية : اعلم أن مجيء المصدر على وزن فاعلة أقل من مجيئه على وزن مفعول كالعافية نحو عافاه الله عافية ، والعاقبة نحو عقب فلان مكان أبيه