٠٠٠. ٠٠٠. ١٤٠ فرنك أو نحو خمسة ملايين ليرة. قلت : وقد جرى ذلك كما قصده نابوليون الأول وهو في جزيرة صنت هيلانة. قال : ولما دنت منها الأعداء في سنة ١٨١٤ تبادر الناس إلى إنشائه على عجل ، لكنه كان غير محكم ، ثم أكمل وجعل حوله أربعة عشر برجا. وقال آخر : كانت باريس تدعى في القديم «لوكس» ، سميت بذلك في أحد الأقوال باسم «لوكوس» مؤسسها ، والذي عليه الاتفاق أنها من أقدم مدن الغال. ولما غزا قيصر بلادهم كان يقال لها باريسي ، ولم تكن حينئذ إلا عبارة عن خصاص مهينة كالجزيرة في نهر السين ، مع أنه لما أراد فتحها قاومه أهلها مقاومة شديدة لم تكن تخطر بباله ، حالة كونهم خالين عن أسباب التمدن. ثم أخذت في التمصر والاتساع في عهد ملوك كثيرة ، ولا سيما في زمان يوليانوس وكلوفي ، وأعظمهم فيليب أغوسط في سنة ١١٨٤ ، ثم قام لويس الملقب بالصغير وأنشأ فيها مدرسة ، فأقبل الناس إليها لطلب العلم حتى صار عدد الطلبة أكثر من أهل الصقع الذي بنيت فيه ، وهو الذي أحاط بها سورا وصروحا. ثم قام فرنسيس الأول وأنشأ فيها اللوفر ، فقام هنري الرابع وغيّر فيه تغييرات جمّة. وفي زمان لويس الرابع عشر صارت كأنها مدينة جديدة. وما قصده نابوليون الأول في تحسينها وتنظيمها استحسنته عائلة البوربون ، وزاد عليهم أجمعين لويس فيليب ، فإنه ظن أن حفظه ذكر أيام نابوليون يكون أدعى لاستمالة خواطر الناس إليه ، فمن ثم أتمّ ما ابتدأ به نابوليون ، فأنشأ السور ، وأتمّ الأزج أو القنطرة المسماة «أرك دو ترايونف» (٢٦٩) ، ونصب تمثال نابوليون مرة أخرى على عمود فندوم ، وفي عهده دفنت جثة نابوليون.
قلت : وفي زمن نابوليون الثالث كسيت من الرونق والبهجة ما لا مزيد عليه. وقال غالنياني في كتابه الذي سمّاه «المرشد إلى باريس» طبع سنة ١٨٤٤. أول من ملك فيها من ملوك النصارى كلوفيس ، وذلك في سنة ٥٢٤. وأول من بشّر فيها بالإنجيل كان ماردانيس ، وذلك في سنة ٢٥٠ ، وأول كنيسة أسست فيها فيما علم كانت كنيسة مار أسطفانوس ، في الموضع الذي ترى فيه الآن كنيسة نوطردام (٢٧٠).
__________________
(٢٦٩) قوس النصر (ط. أ)
(٢٧٠) أي سيدتنا ، والمراد بذلك مريم أم عيسى (ط. أ)