جنس العرب والمسلمين على الإطلاق ، ومنتهى الذم عندهم أن يقولوا عربي بسكون الراء على أنّها في جميع لغات الإفرنج بالفتح ، ولا يمكن أن يخطر ببالهم أن من العرب من هو ذو أدب وكياسة ، بل لا يكادون يظنون أن اللغة العربية يتكلّم بها غير المسلمين. وحيث كانوا يعلمون أن الإفرنج ينسبونهم إلى العرب زادت بغضتهم له ، فما أحد ممن ألف الحظ في الحمام والبساتين والغياض والمواسم والتأنق في المطاعم يترك بلاده ويأتي إلى هذه الصخرة الصمّاء.
هذا ومن يكن من العرب ذا غيرة على لغته فلا يطيق أن يسمع الكلام المالطي على فساده. ومع كون هذه الجزيرة قريبة جدّا من تونس وطرابلس فما بها أحد منهما سوى عابر طريق قال الشاعر :
وأصعب ما يلقى الفتى في زمانه |
|
إذا حلّ نجم السعد في برج نحسه |
إقامته في أرض من لا يودّه |
|
وصحبته مع غير أبناء جنسه |