في عادات المالطيين وأحوالهم وأخلاقهم وأطوارهم
ملابسهم وحليهم
عادة أهل مالطة المتشبّعين في اللباس كعادة الإفرنج ، إلا أن نساءهم يلبسن وشاحا من الحرير الأسود ، وعلى رؤوسهم غطاء منه أيضا من دون برنيطة ، وأقبح شيء في الصيف رؤية هذه الثياب السود ، وقد يحاكى بعضهن نساء الإنكليز في الزي ، ولكن متى ذهبن إلى الكنيسة لبسن زيهن الأصلي ، توهّم أن اللون الأسود أليق بالكنيسة وأولى بالقنوت ، وهو كوهم الجهلة من نصارى الشام أن من يلبس سراويل فوق ثيابه لا يليق به أن يتقدّم إلى محراب الكنيسة.
أما أهل القرى فإن الرجال منهم يثقبون آذانهم ويتقرّطون بأقراط من الذهب ، ويرخون سوالف مجعدة من أفوادهم إلى طلاهم (٦٠) ، وهاتان صفتان من صفات الإناث ، ويلبسون طرابيش مختلفة الألوان مسدلة على أكتافهم وهي شبيهة بالأجربة ، ويمشون حفاة ويتحزّمون بأحزمة ، ومنهم من يتختم بعدّة خواتم من ذهب ويجعل أزرار صدريته منه ، أو من الفضة ، ويحمل سترته على كتفه ويمشي حافيا مشية المفراح البطر ، وإن الجزّار منهم أو الخمار ، ونحوهما ليخرج في الأعياد وفي أصابعه عشرة خواتم من الذهب ، ومثلها في سلسلة ساعته ، وفي صدريته أزرار كثيرة من الذهب ، أو الفضة. أما النساء فإن من كان لها حذاء لا تلبسه إلا إذا جاءت المدينة ، وهي معجبة به حتى إذا خرجت منها تأبطته.
وجميع الأعيان في مالطة يخرجون في الصيف من دون أردية تستر أدبارهم خلافا
__________________
(٦٠) الفود : جانب الرأس مما يلي الأذن ، والطّلى : جمع طلية ، وهي العنق أو صفحته. (م).