الخدري رضياللهعنهم ، قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إنّ أخي استطلق بطنه ، فقال : اسقه عسلا. فسقاه ، ثم جاء فقال : يا رسول الله ، إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا. فقال عليهالسلام : اسقه عسلا. ثم جاء الثانية والثالثة والرابعة ، فقال عليهالسلام : اسقه عسلا. فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا. فقال صلىاللهعليهوسلم : اسقه عسلا صدق الله وكذب بطن أخيك. فسقاه فبرئ». قال الدميري : «اعلم إنه قد اجتمعت الأطباء في مثل هذا العلاج على أن تترك الطبيعة وفعلها ، فإن احتاجت إلى معين على الإسهال أعينت ما دامت القوة باقية ، وأما حبسها فضرر عندهم واستعجال مرض».
عادتهم في الزواج
أما عاداتهم في الزواج فهو أن يعاشر الرجل المرأة قبل أن يتزوجها مدّة طويلة ، وربّما أقام على ذلك ثلاث سنين فأكثر ، وعندي إن الزواج من دون مشاهدة البنت ومعرفة أحوالها من أضرّ ما يكون ولا سيّما عند النصارى لعدم إباحة الطلاق عندهم ، غير أن طول العشرة أيضا لا خير فيه لأن البنت لا تزال مع خطيبها على أحسن الأخلاق حتى إذا تزوّجت وعرفت أن لا فراق تخلّقت بالأخلاق التي تعجبها ، ولا يخفى أن النساء في بلاد الإفرنج هنّ اللواتي يمهرن الرجال ، فالأغنياء من المالطيين يعطون الزوج نحو مائتي ليرة ، والذين هم من الوسط يؤثّثون له منزله من فرش وكراسي وموائد وآلات الطبخ ، وينقدونه شيئا من الدراهم ، والفلاحون يعطونه دجاجا وبيضا ونحو ذلك ، وعلى الزوج أن يهادي حماه بأحذيه.
وعندي إن لكل من الغربيين الذين يمهرون الزوج ومن الشرقيين الذين يمهرون المرأة وجها ، وذلك أنّ الشرقيين ينهمون على الزواج وهم غير محنّكين ولا مادة لهم ، فيحتاج أبو البنت إلى أن يأخذ من الزوج مهرا ثقة بأنّه قادر على القيام بما تعرض له ، ولأنّ الرجال هم قوّامون على النساء. أمّا الإفرنج فلأن رجالهم غالبا يتحاشون الزواج لما يعقبه من التكاليف الشّاقة لأنّ مونتهم غالية ونساءهم متشبّهات بالرجال أخلاقا ولاستغنائهم عنه بكثرة المؤجرات ، فوجب على المرأة في هذه الحال أن تساعد