ذُو انتِقامٍ) (١) (وَسَيعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ ينْقَلِبُونَ) (٢) (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ينْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (٣).
عِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ مُصِيبَتَنَا ، فِي سِبْطِ نَبِينَا وَسَيدِنَا وَإمَامِنَا.
أعْزِزْ عَلَينَا يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَصْرَعِکَ هَذَا فَرِيداً وَحِيداً ، قَتِيلًا غَرِيباً عَنِ الْأوْطَانِ ، بَعِيداً عَنِ الْأهْلِ وَالْإخْوَانَ ، مَسْلُوبَ الثِّيابِ ، مُعَفَّراً فِي التُّرَابِ. قَدْ نُحِرَ نَحْرُکَ ، وَخُسِفَ صَدْرُکَ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُکَ ، وَذُبِحَ فَطِيمُکَ ، وَسُبِي أهْلُکَ وَانْتُهِبَ رَحْلُکَ ؛ تَقَلَّبُ يمِيناً وَشِمَالًا ، وَتَتَجَرَّعُ مِنَ الْغُصَصِ أهْوَالًا ، لَهْفِي عَلَيکَ ، (وَأنْتَ) (٤) لَهْفَانٌ ، وَأنْتَ مُجَدَّلٌ عَلَي الرَّمْضَاءِ ، ظَمْآنٌ لَا تَسْتَطِيعُ خِطَاباً ، وَلَا تَرُدُّ جَوَاباً ، قَدْ فُجِعَتْ بِکَ نِسْوَانُکَ وَوُلْدُکَ ، وَاحْتُزَّ رَأْسُکَ مِنْ جَسَدِکَ.
لَقَدْ صُرِعَ بِمَصْرَعِکَ الْإسْلَامُ ، وَتَعَطَّلَتِ الْحُدُودُ وَالْأحْکَامُ ، وَأظْلَمَتِ الْأيامُ ، وَانْکَسَفَتِ الشَّمْسُ وَأظْلَمَ الْقَمَرُ وَاحْتُبِسَ الْغَيثُ وَالْمَطَرُ وَاهْتُزَّ الْعَرْشُ وَالسَّمَاءُ ، وَاقْشَعَرَّتِ الْأرْضُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ (١٤) الإبراهيم : ٤٣ ـ ٤٩
٢ ـ (٢٦) الشعراء : ٢٢٨.
٣ ـ (٣٣) الأحزاب : ٢٤.
٤ ـ في «ب».