أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السيرافي ، نا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (١) ، نا أبو داود السجستاني ، نا محمّد بن آدم المصّيصي ، نا أبو خالد عن الأعمش ، عن خيثمة قال :
كان ملك الموت صديقا لسليمان فأتاه ذات يوم فقال : يا ملك الموت ما لك تأتي الدار تأخذ أهلها كلهم وتذر الدويرة إلى جنبهم لا تأخذ منهم أحدا قال : ما أنا بأعلم بذلك منك إنما أكون تحت العرش فيلقى إلي صكّاك فيها أسماء ، قال : فجاءه ذات يوم وعنده صديق له فنظر إليه ملك الموت فتبسّم ثم ذهب ، قال : يقول الرجل : من هذا يا نبي الله؟ قال : هذا ملك الموت ، قال : لقد رأيته تبسم حين نظر إليّ ، فمر الريح فيلقيني بالهند ، فأمرها فألقته بالهند قال : فعاد ملك الموت إلى سليمان فقال : أمرت أن أقبضه بالهند فرأيته عندك.
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (٢) ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا علي بن عاصم ، عن داود بن أبي هند عن بعض أصحابه قال : كان لداود صديق من بني إسرائيل فكان يدني مجلسه ويشاوره قال : فمات داود وولي سلميان قال : فنظر من أحق الناس أن يشاوره ويدني مجلسه منه؟ قال : ما أعلم أحدا أحق من الشيخ الذي مات نبي الله وهو عنه راض ، قال : فأرسل إليه فأدنى مجلسه ، قال : وكان الله وكّل سليمان ملك الموت أن يدخل عليه كل يوم دخلة ، فيسأله كيف هو ، ويقول له : هل لك من حاجة أقضيها لك؟ فإن قال : نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها ، ثم لا يعود إليه إلّا من الغد ، قال : فدخل عليه يوما والشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان ، فقال له : كيف كنت الليلة؟ قال : بخير ، قال : ألك حاجة ، قال : لا ، قال : فانصرف ملك الموت والناس يحسبون أنه رجل من الناس وهو ملك الموت ، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان فجعل يقبّلها ويقول : يا نبي الله كيف كان رضا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عني؟ قال :
__________________
(١) بفتح الميم وضم التاء وهذه النسبة إلى متوث بليدة بين قرقوب وكور الأهواز (الأنساب ، وانظر معجم البلدان).
(٢) بالأصل بتقديم الزاي خطأ والصواب رزقويه بتقديم الراء ، وقد مرّ كثيرا. وإعجامها غير واضح في م.