فأوحى الله إليه أن قد استجيب لك ، فلما أوحي إليه أن قد استجيب لك أن خلص الدعوة لآل داود عليهالسلام.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمّد بن المنادي ، نا وهب بن جرير ، نا قرّة بن عطية قال :
أمر سليمان ببناء بيت المقدس ، فقالوا لسليمان : إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة ، يردها كل سبعة أيام ، فأتوها فنزحوها (١) ، ثم صبوا فيها خمرا ، فجاء لورده. فلما أبصر الخمر قال كلاما له : أما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه ـ في أساجيع ـ قال قرّة : لا أحفظها إلا لا وردتك اليوم ، فذهب ثم رجع لظمإ آخر ، فلما رآها قال كما قال أول مرة ، ثم ذهب ولم يشرب ، ثم جاء لورده لاحدى وعشرين ليلة ، وقال : ما علمت أنك تذهبين الهم ـ في أساجيع له ـ فشرب منها ، فسكر (٢) فجاءوا إليه ، فأروه خاتم السحرة فانطلق معهم إلى سليمان ، فأمره ببناء بيت المقدس ، فقال : دلوني على بيض الهدهد ، فدلّ على عشه ، فأكب عليه بحمحمة ، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ والياقوت ، فغط الزجاجة فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان ، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.
أخبرنا أبو الحسن بركات عبد العزيز ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا أبو إلياس ، عن وهب بن منبّه ، عن كعب قال :
إن الله أوحى إلى سليمان : أن ابن ببيت المقدس ، فجمع حكماء الإنس وعفاريت الجن وعظماء الشياطين ، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقا يبنون ، وفريقا يقطعون الصخر والعمل من معادن الرخام ، وفريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدّرّ والمرجان ، الدرة منها مثل بيضة النعام ومثل بيض الدجاج وأخذ في بناء المسجد ، فلم يثبت البنّاء ، وكان عليه حين بناه داود ، فأمر بهدمه ، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء فقال : أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة ، فكان الماء يلفظ الحجارة ، فدعا سليمان
__________________
(١) أي أخذوا ماءها (النهاية : نزح).
(٢) بالأصل وم : فسكن ، ولعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يلي.