والأماكن لغويا ، وخاصة أسماء المشاعر المقدسة بالاعتماد على المعاجم الخاصة بذلك.
وكان ابن رشيد ذواقا حافظا للشعر. وقد وضح هذا عند استشهاده بالأبيات الشعرية المؤيدة لما ذهب إليه وذكره لإجازات شعرية حصل عليها.
ولم يكتف ابن رشيد بذكر الأخطاء التي وردت في كتب السابقين ؛ بل قام بإصلاحها والتنبيه عليها. وأشار إلى بعض العادات الاجتماعية المتبعة سواء كانت بالمدينة المنورة أو مكة المكرمة لتلك الفترة. واعتنى بذكر البدع المنتشرة والناتجة عن ضعف العقيدة الإسلامية عند بعض أبناء عصره في ذلك المجتمع.
وناقش ابن رشيد نشأة الشاذروان (١) حول الكعبة واستقر رأيه على أنه أنشىء ليصان به الجدار. كما تطرق لقضايا تتعلق بالأماكن المقدسة : مثل المسجد الموجود بعرفات (٢) ، وأشار إلى وصف الحالة الجوية وندرة المياه في المشاعر المقدسة.
العبدري
محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مسعود العبدري (٣) الحيحي (٤) ويرجع نسبه إلى بني عبد الدار (٥) ، رحالة من بلاد المغرب لم يعرف إلا القليل عن نشأته ، حيث لم نجد ترجمة لحياته إلا في جذوة الاقتباس وهي مختصرة لا جديد
__________________
(١) (الشاذروان) : بفتح الذال من جدار البيت الحرام وهو الذي ترك من عرض الأساس خارجا ويسمى تأزير لأنه كالإزار للبيت. والشاذروان هو الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة المحيطة بها من جوانبها الثلاثة. أما الجانب المقابل لحجر إسماعيل ففيه درجة واحدة مسطحة وهي بطول جدار الكعبة. انظر الفيومي : المصباح المنير ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ؛ الكردى : التاريخ القويم ، ج ٤ ، ص ١.
(٢) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٩٦ ، ١٢١.
(٣) ابن القاضي : جذوة الاقتباس ، ج ١ ، ص ٢٨٦.
(٤) (حاحة) بلدة واسعة بين مراكش وسوس وحيحه بالكسر قبيلة من قبائل سوس مشهورة وحاحة قرب مدينة الصويرة على شاطىء المحيط الأطلسي على مقربة من مغادور بمراكش. انظر العبدري : الرحلة المغربية ، ص ت ؛ الزبيدي : تاج العروس ، ط ١٣٦٩ ه / ١٩٦٩ م ، ج ٦ ، ص ٣٥٨ ؛ نقولا زيادة : الجغرافية والرحلات عند العرب ، ص ١٦٤.
(٥) الزبيدي : تاج العروس ، ط دار الفكر ، ج ٣ ، ص ٣٧٩.