ومعارض. فمن المؤيدين لها كوز غارتن KOSEGERTEN أما من عارض حدوثها تمثل في موقف يول YULE ولكن لم تلبث أن عادت الثقة إليها في القرن العشرين مع الاعتراف بقيمتها العلمية.
أما موقف المعارضين فتمثل في مجيك MZIK وشيفيرSCHEFER وفيراFERRAND وياما موتوYAMMOTO وكان أكثر إنكاره في زيارته للصين والقسطنطينية (١).
وقد قطع ابن بطوطة في تجواله أكثر من مائة وخمسة وسبعين ألف ميل (٢). لذا لا يخفى على الإنسان إنه رحالة العصر (٣). وكما وفق ابن بطوطة في رحلاته وفق أيضا فيما أملاه على ابن جزى حيث يظهر بوضوح أحوال العالم الإسلامي وغيره في تلك الفترة.
واستطاع ابن بطوطة أن يحتفظ بكل مشاهداته في ذهنه دون تمحيص.
فهو لم يك من كبار الفقهاء أو العلماء ؛ بل كان رحالة متنقلا في أرجاء العالم يدفعه لذلك حب الاستطلاع والتعرف على غرائب وعجائب البلدان حتى أنه لقب" بشيخ الرحالين" (٤).
وأكثر ما يلفت انتباه ابن بطوطة وجعله مثار اهتمام الناس بمختلف طبقاتهم. وعلى الأخص العلماء والصالحين. فهو بذلك يعد مؤرخا من الناحية الاجتماعية للمسلمين في عصره (٥). فرحلة ابن بطوطة تحوي الكثير من الموضوعات وفي مختلف النواحي. ولا شك أن شهرة هذه الرحلة وأهمية ما حوته من هذه الدراسات كانت دافعا إلى ترجمتها إلى الإنجليزية والفرنسية (٦).
__________________
(١) كراتشكوفسكي : تاريخ الأدب الجغرافي العربي ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ـ ٤٢٩.
(٢) المرجع السابق والجزء ، ص ٤٢١.
(٣) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ٧٠١.
(٤) نقولا زيادة : الجغرافية والرحلات عند العرب ، ص ١٨٠.
(٥) نقولا زيادة : الجغرافية والرحلات عند العرب ، ص ١٨٢.
(٦) حسني محمود حسين : أدب الرحلة عند العرب ، ص ٤١ ؛ البستاني : دائرة المعارف ، ج ١ ، ص ٣٩٩.