لم يدون في رحلته طلبه للعلم ، والتقاءه بالعلماء ، والكتب المتداولة ، وأماكن التدريس.
وقد وقع ابن بطوطة في بعض الأخطاء الجغرافية لا سيما فيما يتعلق بأسماء بعض البلدان والمدن ؛ ولعل السبب في ذلك مرده إلى عدم معرفته بلغات أهلها. أو لأنه لم يدونها في حينها بل أملاها من الذاكرة وكتبها له ابن جزي بعد سماعها منه.
والملاحظ فيها أيضا اهتمام ابن بطوطة بالجانب الاجتماعي من حيث حالة العلماء والملوك وعادات الناس في البلاد التي زارها. ويبدو أن ابن بطوطة قام بنقل الوصف الجغرافي من الرحالة السابقين وهذا مرده تدوين رحلته من الذاكرة فكان من الطبيعي أنه لا يستطيع وصف ما شاهده وأغلب الظن أن ابن جزي أكمل هذه الناحية من الرحلات السابقة ، إذ أن ابن بطوطة لم يعرها اهتمامه. فهو لم يدون رحلته في حينها فاعتمد على الذاكرة في إملائها بعد عودته فوقع في الكثير من الأخطاء.
والملاحظ أيضا عدم وجود الترتيب في تقييدها إذ تداخلت الأحداث والحكايات بعضها ببعض ، ولعلها قد تكون نتيجة خطأ الكاتب.
وتمتع ابن بطوطة بذاكرة قوية خاصة في سرد بعض المعلومات الخاصة بوصف المساجد وأبعادها.
وحفلت رحلة ابن بطوطة ببعض الحكايات والروايات الخرافية دون تمحيص منه ولا تدقيق ، وهذا بلاشك عائد إلى تكوين شخصية ابن بطوطة ، فهو رجل مسلم يمثل عامة المسلمين في معتقداتهم لتلك الفترة التي عمت فيها مثل هذه الظواهر الاجتماعية.
ويظهر من فحوى كلام ابن بطوطة أنه لم يكن يرغب في البداية في تدوين رحلته ومرجع ذلك كله إلى رغبة السلطان المريني أبي عنان للاستفادة منها.
وابن بطوطة في إيراده للمعلومات الخاصة بالجوانب الاجتماعية والسياسية والدينية يمثل شاهد عيان نقل لنا مشاهداته وما وصل إلى سمعه. وهذا