المقدمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد.
لقد شهد إقليم الحجاز حدثا فريدا غيّر وجهة التاريخ ، وهو مبعث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة المكرمة بيت الله الحرام أطهر بقاع الأرض حيث ولد وعاش جل عمره صلىاللهعليهوسلم ومن ثم هاجر وأصحابه الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين إلى المدينة المنورة ، وفيها تنزل عليه ما بقي من القرآن الكريم وبها ثوى جسده الطاهر.
بالإضافة إلى كثير من الأماكن المختلفة في منطقة الحجاز والتى شهدت مواقع خاضها النبي صلىاللهعليهوسلم. كانت الفيصل بين الحق والباطل ؛ ولذلك فقد ضم الحجاز مناطق تاريخية تهفو نفس كل مسلم لمعرفتها والإلمام بها.
فالحجاز كان ولا يزال وسيظل إن شاء الله مركزا لتجمع المسلمين من مختلف أقطار المعمورة يتجهون إليه بأنظارهم وأفئدتهم ؛ لهذا عد من أقوى مراكز نشر الثقافة الإسلامية بين الأقطار المختلفة ومحط رحال العلماء والمتعلمين.
ولكن مع انتقال مركز الخلافة الإسلامية خارج شبه الجزيرة العربية ، انصرف اهتمام الدارسين إلى حيث يكون الملك والسلطان. وظل الحجاز محتفظا بأهميته التى تمثلت في كونه مركزا من مراكز الثقافة ومجمع العلماء كل عام يفد إليه منهم ما لا يشهده قطر آخر.
وإذا كان الدارسون ولّوا وجهتهم إلى العناية والتاريخ للملوك والأمراء وأغفلوا التاريخ للحجاز وشعبه ؛ فهناك من المصادر التاريخية التى تعد مصدرا