المعلومات عنها. ولا نجد عن أحوالها السياسية إلّا ما تضمنتها رحلة ابن بطوطة وهي معلومات قليلة إذا ما قورنت بما كتب عن مكة المكرمة.
إذ ذكر ابن بطوطة أميرين من أمراء المدينة المنورة عاصرهما هما طفيل بن منصور بن جماز الحسيني (١) وكبيش بن منصور بن جماز (٢).
وتحّدث عن كيفية تولّي طفيل ، فقال : تولى إمره المدينة كبيش بن منصور ابن جماز عقب قتله لعّمه مقبلا (٣) ، وقيل توضأ بدمه ثم إن كبيشا خرج سنة ٧٢٧ ه / ١٣٢٦ م إلى الفلاة في شدّة الحر ومعه أصحابه فأخلدوا إلى الراحة وتفّرقوا تحت ظلال الأشجار فما راعهم إلّا وأبناء مقبل في جماعة من عبيدهم ينادون يالثارات مقبل فقتلوا كبيش بن منصور صبرا ولعقوا دمه ، وتولّى بعده أخوه طفيل بن منصور (٤).
__________________
(١) طفيل بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني استقر في إمرة المدينة المنورة بعد قتل أخيه كبيش في رجب سنة ٧٢٨ ه / ١٣٢٧ م وكان أميرا كبيرا كامل السؤدد وعالي الهمّة مهيبا معظمّا في النفوس محبوبا من الجميع جمع مفاخر المناقب جوادا محسنا لا سيما إلى المجاورين ، سمحا للوافدين والزائرين ، وشفاعات المجاورين عنده مقبولة استمر حاكما إلى سنة ٧٥٠ ه / ١٣٤٩ م. انظر السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩.
(٢) كبيش بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم ولي إمرة المدينة المنورة بعد قتل أبيه في رمضان سنة ٧٢٥ ه / ١٣٢٤ م فأقام سنة ونحو خمسة أشهر ، ولم تصف له تلك الأيام واستناب أخاه طفيلا وقتل على يد أولاد عمه مقبل بن جماز في يوم الجمعة سلخ رجب سنة ٧٢٨ ه / ١٣٢٧ م واستقل طفيل بعده بالإمرة وكان هذا ينوب عن أبيه في الإمرة. انظر السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٣ ، ص ٤٢٦ ـ ٤٢٧.
(٣) مقبل بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين الحسيني قريب أمير المدينة وولد مستوليها ، طرقها في شعبان سنة ٧٠٩ ه / ١٣٠٩ م فتغيظ منه كبيش بن منصور بن جماز وهو ابن أخيه وكان إذ ذاك يخالف أباه على الإمرة فدهمهم مقبل ليلا ونصب سلما خشبيا كان معه مقطعا وصعد منه إلى السور فأستيقظ له كبيش وتقاتلا إلى أن قتل مقبل وقتل معه من أقاربه قاسم ابن قاسم بن جماز واستمروا حزبين. انظر ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٤ ، ص ٤٣٦.
(٤) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٤.