متسمة بالصدق والصراحة لأحداث تلك الفترة حيث ألقت الضوء على تاريخ الحجاز وكشفت عن معالمه وأحداثه بعكس المؤرخين المسلمين الذين دونوا تاريخ الحجاز ، فهم بطبيعة الحال عند ما تناولوا تاريخه لم يشاهدوا الحدث حتى ولو كانوا معاصرين له لأنه وصل إليهم بالسماع وربما من نقل إليهم الحدث قد حرفه أو أنقص منه أو زاد عليه وبهذا فلا يأتي الحدث بالصورة التي وقع فيها.
لذا وجدت في نفسي ميلا لبحث هذا الموضوع ، خاصة بعد اطلاعي على بعض كتب الرحلات في تلك الفترة وما وجدته من معلومات غزيرة تنتظر الإخراج والبحث. وكلي أمل أن أكون قد توصلت إلى نتائج مرضية تظهر أهمية كتب الرحلات واعتمادها مصدرا مهما من مصادر تاريخ الحجاز.
أما أهم الصعوبات التي واجهتني فهي : مقارنة بعض ما جاء في كتب الرحلات وخاصة المواقع الجغرافية ببعض كتب المعاجم والمصادر التاريخية الأخرى وخاصة المؤلفة من قبل أبناء الحجاز. ولا يخفى علينا أن الرحالة المغاربة والأندلسيين ليسوا من أبناء الحجاز. فوجدت أن بعض ما كتبوه لا وجود له إما بسبب إندثاره أو تغير المسميات أو إطلاق الرحالة على هذه الأماكن أسماء من قبل أنفسهم استنادا على ما وجد فيها من معالم ربما تكون قد تغيرت أو إندثرت. فكان لزاما عليّ الاطلاع على كتب المعاجم والتراجم والتاريخ العام لعلّي أخرج ببصيص نور يوضح ما غمض عند مقارنته. ولكني استطعت بحمد الله تعالى اجتياز هذا الأمر واستأنفت صياغة موضوعي وفق الشروط والقواعد المتبعة في كتابة البحوث والدراسات العلمية والتي أرشدني إليها أستاذي الفاضل. فأرجو الله تعالى أن أكون قد وفقت.
وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وستة فصول وخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها البحث. أما الفصول فقسمتها على النحو الآتي :
المقدمة : بينت فيها أهمية الموضوع وسبب اختياره بالإضافة إلى عرض موجز لأهم المصادر التي أفادت البحث.