مصر إلى قاضي مكة المكرمة نجم الدين محمد بن الإمام محيى الدين الطبري وكيل السلطان الناصر في مصر ، حيث تولّى توزيعها على كافّة أهل مكة المكرمة (١) ، وكذلك الأعطيات التي تصل من الدولة الرسولية في اليمن في بعض الأحيان (٢). وهناك الصدقات والأعطيات الواصلة من العراق لأهل مكة (٣).
ومنها أيضا التي يأخذها الأشراف من سلطان كلوة (٤).
ومن هنا نلاحظ ما كانت تحظى به بلاد الحجاز من اهتمام الدول المجاورة ، والمتمّثلة في الخلافة العباسية والخلع التي تبعثها سواء لأهل البلاد أو للأشراف وكبار أهل مكة المكرمة ، ومن مصر أيضا سواء من الدولة الأيوبية أو من دولة المماليك فيما بعد ، ثم الصدقات المبعوثة من قبل حكّام اليمن. وما كان يختص به أشراف بلاد الحجاز من أعطيات سلطان كلوة.
* الأوقاف :
تمثّلت في المساكن التي أسهم الأغنياء في إنشائها من أموالهم الخاصة.
سواء من أهل البلاد أو من القادمين عليها ، وأوقفت على المجاورين. إلى جانب الأموال المبذولة لهم (٥).
أما عن كيفية مصارف الأموال من قبل حكّام الحجاز فليست لدينا أيّة تفاصيل عن ذلك سوى ما أوردناه من إشارات موجزة ؛ وأغلب الظن أنها إنما كانت تصرف لتثبيت حكمهم وبناء الاستحكامات الحربية. ولم تكن تصرف على
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٩ ، ١٦١.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٦٢.
(٣) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٧٢ ، ٢٤١.
(٤) المصدر السابق ، ص ٢٥٨.
(٥) المصدر السابق ، ص ١٤٩ ـ ١٧١.