ويلاحظ في رحلة ابن بطوطة أيضا من حكام مكة المكرمة الأشراف من نسل الشريف أبي نمي عطيفة ورميثة ومقرهما مكة المكرمة (١). ودارهما قرب المسجد الحرام وأقام رميثة أحيانا في حصن الجديد (٢).
وقد تمّيز رميثة بحسن السيرة في أهل مكة المكرمة بينما كان الناس يخشون أخاه حميضة لقسوته (٣). وتولى الحكم من أولاد رميثة عجلان (٤) وثقبة (٥).
أما المدينة المنورة فمن حكّامها نلاحظ إشارة ابن بطوطة إلى كبيش ابن منصور بن جماز سنة ٧٢٦ ه / ١٢٢٨ م (٦) وطفيل بن منصور بن جماز (٧) من ذرية الحسين بن علي.
واعتمد الأشراف على حرس يسمون بالحرابة ووصفوا باللصوص لسلبهم أمتعة الحجاج بحيل وطرق عجيبة (٨).
* طبقة القوّاد :
وهي طبقة لها أهميتها الكبرى تتبع الشريف ويتّم اختيار أفرادها من أكابر الأشراف (٩) واحتفظت كتب الرحّالة باسم أحد هؤلاء القّواد وهو محمد ابن
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٨٤.
(٢) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٤١٥.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧.
(٤) عجلان بن رميثة ولي مكة لعدّة مرات وتوفي سنة ٧٧٧ ه / ١٣٧٥ م. انظر ابن تغري بردي : الدليل الشافي ، ج ١ ، ص ٤٤٢.
(٥) ثقبة بن رميثة من أسرة قتادة ولي إمارة مكة شريكا لأخيه ثم استقل بها إلى أن مات سنة ٧٦٢ ه / ١٣٦٠ م. انظر ابن تغري بردي : الدليل الشافي ، ج ١ ، ص ٢٣١. وفيما يتعلق بتولي وعزل كل منهما. انظر ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٨ ؛ الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٥٩ ـ ٦٠.
(٦) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٤.
(٧) القلقشندي : صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥.
(٨) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٠٠ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٩) ابن جبير : الرحلة ، ص ٧٤ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٢.