بل يوردون الرواية بصيغة إشاعة مثل ابن بطوطة. حيث أشار إلى ضرب الطبول يوم الجمعة وابن جبير حددها بيومي الإثنين والخميس (١).
ومن البدع الموجودة في بدر وجود هضبة يسعى الناس لصعودها بالإضافة إلى دخولهم لمكان يزعمون أنه الغار الذي أوى إليه الرسول صلىاللهعليهوسلم وصاحبه عند هجرتهما إلى المدينة المنورة. وأشار العبدري إلى عدم صحة الأمر نظرا لوجود الغار في جبل ثور على مقربة من مكة (٢). وهذا يدل على انقطاع المعرفة بسيرة الرسول صلىاللهعليهوسلم في ذلك الوقت من قبل العامة.
ومن المشهور أيضا ذكرهم لبدر وحنين بشكل متلازم وبالطبع فذلك غير صحيح لاختلاف كل منهما عن الأخرى إلى جانب اختلاف المكان والزمان (٣).
ولو كان قصد العبدري بزعم أهل هذه المنطقة (بدر وحنين) المشهورتان في التاريخ الإسلامي فأمر غير مقبول ولكن أورد الجزيري خبرا يشير بأن حنين عين أمام بدر وأنها ليست المقصودة في الآية. وقد أوضح محقق كتاب الجزيري" إن قبالة بدر عين ضعيفة يقال لها عين حنين" (٤).
ومن هنا يتضح الخلط الحاصل في إدماج الاسمين معا لدرجة لم يعرف المقصود من دمجهما فوهم كثير من الناس بأن المقصود بحنين الغزوة المشهورة.
٤ ـ الاحتفالات :
درج أمراء مكة على الاحتفال ببداية الشهور الهجرية ، وذلك بالذهاب إلى الحرم المكي مع طلوع شمس أول كل شهر. أما العامة فيقومون بتهنئة بعضهم بعضا مع دعاء كل منهم للآخر (٥).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٦٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٢٨.
(٢) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٤.
(٣) المصدر السابق والصفحة.
(٤) الجزيري : الدرر الفرائد ، ج ٢ ، ص ١٤٢٤ ـ ١٤٢٥.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٧٤ ـ ٧٥ ، ١٠١ ـ ١٠٢.