وكذلك النساء (١). ويكون اجتماعهم بهذه الطريقة طوال الشهر. وفي أول ليلة منه وفي منتصفه وفي السابع والعشرين منه ؛ بحيث تكون متميزة عن باقي أيام الشهر وتفتح الكعبة كلّ يوم فيه. ويوم التاسع والعشرين من الشهر مخصص للنساء فقط.
وفي ليلة الخامس عشر من شهر رجب يخرج الأمير أيضا على هيئته في أول ليلة للعمرة وكذلك العامة في ليلة التاسع والعشرين يخرجون على هيئاتهم السابقة ويحرمون من الأكمة التي أمام المسجد. والأصل في هذه العمرة عندهم كما ذكر ابن جبير أن عبد الله بن الزبير لما فرغ من بناء الكعبة خرج ماشيا حافيا معتمرا وأهل مكة فانتهى إلي تلك الأكمة فأحرم منها. وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من رجب وجعل طريقه على ثنيّة الحجون (ثنيّة كداء) المؤدية إلي المعلى التي كان دخول المسلمين منها يوم فتح مكة المكرمة ، فبقيت تلك العمرة سنّة عندهم من ذلك اليوم ومن تلك الأكمة نفسها (٢). وهم لا يقتصرون على الاحتفال بالعمرة فقط ؛ بل تعّداه إلى تنعّمهم في المطعم ويستمر ذلك أياما يتهادون فيما بينهم على قدر استطاعتهم شكرا لله (٣).
وللنساء احتفال خاص بهّن في يوم التاسع والعشرين من رجب ، فيفرد البيت لهن فيجتمعن من كل صوب مستعّدات لهذا اليوم فلا تبقى امرأة بمكة المكرمة إلا حضرت المسجد الحرام في ذلك اليوم. فيفتح الشيبيون الباب لهن ويسرعون بالخروج ، ويترك الناس الطواف والحجر لهن فيخلون المطاف من الرجال فتبادر النساء الصعود إلي الكعبة ويتسلسل بعضهن ببعض متشابكات حتى يكاد يقع بعضهن على بعض وهن خلال ذلك صائحات مكبرات مهللات وينقضي الوقت المخصص لهن إلى قرب الظهر مع إكثارهن من تقبيل الحجر
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٢) انظر الصفحة السابقة هامش رقم ٢.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ١١٥ ـ ١١٦.